فتح الرحمن النحاس يكتب:السقوط وعار التطبيع .. الآن فقط تتمايز الصفوف.

الخرطوم:مرايا برس

كأن الله جل وعلا يمتحن الآن شعبنا المسلم وكأنه تعالى يأذن برفع الحجاب عن مكامن (الخداع والميوعة) وكأنه سبحانه وتعالى يختبر أمام أسماعنا وأبصارنا (أحزاب وتنظيمات وأفراد وعساكر) داخل قحت والحكومة والسيادي، (شهدوا) كلهم أمام شعبنا بأنهم جاءوا للحكم من أجله ومن أجل سيادته وكرامته وثوابته وبينهم من جزم بأن الإسلام (خط أحمر)… لكن شعبنا يكتشف كل يوم أن (القول) يخالف (العمل)، وأن المسافة بينه وبين الحاكمين (تزداد) كل يوم، والوعود تصير (سراباً) والرخاء المعلن عنه يصبح (جدباً)، وأخيراً (رهن) عزة الشعب بثمن بخس على أعتاب أمريكا وإسرائيل، ومن عجب أن فينا من (يفرح) بمقدم الصهاينه الذين تسيل من (أنيابهم السامة) دماء شعب فلسطين المسلم…ومن عجب أن هؤلاء ينتظرون (الطعام والسقيا) من نتنياهو وينسون أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين..!!
سقوط ديني وأخلاقي وسياسي هو (هدية) قيادة الدولة لشعب السودان، وماكنا ننتظر في يوم من الأيام أن (يفعلها) البرهان وبقية القيادة العسكرية، فإن كانت القائمة الأمريكية (السوداء) وخصامنا مع العدو الصهيوني، هما سبب معاناتنا، فأسألوا النظام السابق كيف حقق ذلكم (الكم الضخم) من الإنجازات في ظل الحصار الإقتصادي ومقاطعة العدو الإسرائيلي..؟! أسألوه كيف كان يوفر دقيق القمح والوقود والدواء ويلجم التضخم..؟! أسألوه من أين له هذا الثبات على مبادئ دينه وسيادة وإرادة شعبه..؟!
قلنا من قبل وظللنا نقول أن (العداء) الأمريكي للسودان ووضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، منبعه (التوجه الإسلامي) للسودان وإحتكامه (لإرادته) وإستقلال قراره، وهو عداء (شرس) تلون بإثارة الحروب وتوظيف (العملاء) من أبناء الوطن، وتحريك الآلة الإعلامية (الضخمة)، وإحداث إختراقات داخل النظام السابق، واليوم بعد سقوط النظام وتمكن (الأجندة الخارجية) في مفاصل الدولة، أصبح من السهل التحرك إلى الأمام نحو (تنفيذ) كامل (المخطط الإستعماري) ومن ضمن بنوده (التطبيع) مع إسرائيل، الذي يمثل المدخل الأول (للخراب الكبير) القادم وتقسيم السودان..!!
جريمة التطبيع مع إسرائيل التي أبتلي بها السودان، تمثل (شراء مذل) لكراسي الحكم الإنتقالي والثمن المدفوع هو دين وإرادة وسيادة شعبنا (المسلم الأبي)، وماكان لحكامنا أن يقعوا في هذا (الفخ المنتن) لو أنهم استطاعوا أن يجمعوا الأمة على (وفاق وطني) مشرف، لكنهم رضوا (بأجندة ضالة) مصنوعة في غرف العلمانية والمأسونية واليسار، فكان لابد أن يصيبهم هذا (التوهان) فلاتجد مراكبهم شاطئ لترسو عليه غير إسرائيل وأمها أمريكا..!!
حكامنا سقطوا في (فخ العار)، ويبقى (إمتحان آخر) أمام الأحزاب والتنظيمات الوطنية الأمة والإتحادي والحركة الإسلامية ومكونات الإسلام السني الأخرى والوطنيين، ليهبوا (لنسف ) هذا التطبيع وتمزيق أوراقه وذر رمادها للريح…وهنالك إمتحان ثالث ينتظر (كيانات اليسار) التي تتحدث عن النضال ورفض مشاريع التطبيع، وهل ستكون عند مواقفها فتخرج من (شراكة الحكم) أم ستجرفها أمواج التطبيع فتحترق في ذاكرة الشعب والتأريخ الوطني..!!

سنكتب ونكتب…!!!

تعليقات
Loading...