فتح الرحمن النحاس يكتب: إتفاق جوبا… الأكل من الكتف المهدود..

بالواضح

في بدايات إنفصال الجنوب، تساءل القيادي المعارض لام كول، عن (المصير المجهول) الذي انتهت إليه (11 مليار) دولار نصيب دولة الجنوب من عائدات البترول، ولم يشأ لام أكول أن يقول أنه لايرى غير (رماد) الحرب الأهلية التي اشتعلت هناك، وماقبل الإنفصال ذهبت أكثر من (500) مليون دولار من خزينة الخرطوم لصالح (بنيات تحتية) في الجنوب، وفي دارفور تبددت تحت (دخان الحرب)، الملايين من العملات الصعبة والمليارات من العملات المحلية (مهراً) لسلام لم يكتمل بعد، وفي سلام الشرق (استنزفت) الخزينة العامة الكثير من الأموال، ومايزال الشرق (يئن) من أوجاع الصراعات القبلية، وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق، صرفت أموال أخرى (مهولة) لأجل السلام وأموال أخرى ستذهب من جديد إلى المنطقتين…!!

وبعد نيفاشا اعترفت الخرطوم بأن (كلفة السلام) أضخم من كلفة الحرب، لكن الخرطوم أمسكت عن ذكر منصرفات كبيرة ذهبت لتغطية الوظائف ومتطلباتها من إمتيازات الرواتب والسكن والسيارات والوقود ومنصرفات المكاتب..!!

إنها مأساة الحروب الداخلية والسلام (الناقص أو المتعثر) دوما، وكلما انطفأت نار اشتعلت أخرى، وكلما (اتفقت) فصائل، (تشظت) منها أخرى رافضة، ثم يبدأ من جديد صرف المزيد من الأموال وكتابة الإتفاقيات، والتسكين الوظيفي، فأصبحت الحروب وسلامها الذي لايكاد يكتمل، (سوقاً رائجة) لنيل (المكاسب) ثم في طرفة عين (الدوس بالحذاء) على آمال وأحلام  (مجموعات بشرية) من المواطنين السودانيين الذين اشتعلت باسمهم الحروب ولأجلهم اجتمعوا للسلام..!!

مفاوضات جوبا وإتفاقيتها، مشت على ذات الدرب وانتهت إلى (محاصصات) ومكاسب أخرى، وبقي آخرون رافضون، يترقب الناس (ظهور هلالهم) على طاولة مفاوضات جديدة…وكل ماسبق وماهو آتٍ ينهش من كتف هذا (الوطن المهدود) حتى العظم، ليكون قدرنا أن ندفع للحروب والسلام الأعرج بأكثر من ماندفع (للتنمية والرخاء)، وإذن لاغرو أن تستمر الأزمات من رغيف الخبز والوقود والكهرباء مروراً بإلغلاء الطاحن إلى آخر الأمراض مزمن…!!

كلنا يبحث عن السلام والإستقرار والأمن والرفاهية المجتمعية، وكلنا نحزن أن تنفض إتفاقيات السلام ومفاوضاتها بهرولة إلى شبابيك (الصرف البذخي) من الخزينة العامة  على الوظائف وإمتيازاتها ومطالب مرهقة وأشياء أخرى، وعليه لن يكون لسان حال القادمين الجدد أقل تعبيراً من ماقاله قرنق بعد نيفاشا :(لقد حصلنا على أكثر من ما كنا نرجو، وأصبحنا نصرف الفلوس من 3 شبابيك)…ياااااااه ياوطني علي جرحك النازف وتأريخك المأزوم…!!

سنكتب ونكتب…!!!

تعليقات
Loading...