في أدب السيرة.. الأستاذ ود الفضل يكتب :محطات في مسيرة الحياة (١٨)

الخرطوم :مرايا برس

أحداث ٦٩..

شهد عام ١٩٦٩م عدد من الأحداث كان لها الأثر الواضح في مسيرة حياتي.
اولها : فوز الشيوعيون بنقابة المعلمين في دورة مايو ١٩٦٩م بعد معركة حامية شهدتها الانتخابات التي أجريت في قاعة امتحانات جامعة الخرطوم تخللها الضرب بالكراسي وكان الفارق فيها ضئيلا لا يتجاوز العشرة أصوات بين النقابيين الوطنيين واليساريين بقيادة الحزب الشيوعي.
ثانيها: نقلي من مدرسة سنار الثانوية التي احببتها ووجدت فيها نفسي، اسرة مدرسية ومجتمعاً ريفياً ومدنيا بهدف التصدي لزحف اليساريين على نقابة المعلمين إلى مدرسة محمد حسين الثانوية بام درمان لتكثيف الوجود بالعاصمة.
ثالثها: المؤتمر العام للحركة الاسلامية(الاخوان المسلمون)الذي انعقد في ابريل ١٩٦٩م بنادي بحري الثقافي والذي من ضمن اجندته تكييف العلاقة داخل جبهة الميثاق الإسلامي وتأطيرها وانتخاب قيادة جديدة للحركة الاسلامية،والذي انعقد من مساء الخميس إلى يوم الجمعه وقد شهد حواراً ساخنا واختلافا بيناً بين جماعة د.الترابي وجماعة د.جعفر شيخ ادريس كاد ان يؤدي إلى انشقاق الحركة الذي اشعرنا بحرج شديد ونحن نستمع إلى حجج كل طرف من قياداتنا، ولولا رحمة ربي التي سبقت وجعلت ثورة ٢٥مايو ٦٩ هي ما يجمع الفرقاء لكانت نتائج ذلك الاجتماع كارثية على مسار الحركة ومستقبلها وحقا ما يقال ان “المنح في طي المحن”وقد بقيت آثاره في الاتفاق الذي شهدته الحركة فيما بعد. 
رابعها:انقلاب ٢٥مايو الذي جاء بوجه شيوعي جعل الاسلاميين من بين اعدائه التقليديين والتي لخصها شعارهم الذي ظلت تردده الإذاعة باستمرار “لقد دلت مسيرتنا وتجارب شعبنا ان احزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وتوابعهم من الإخوان المسلمين هم اعداء شعبنا الحقيقيون”وهذا ماجعلهم يعتقلون قيادة الحركة الاسلامية ممثلة في الدكتور الترابي واخوانه قبل قيادة الاحزاب الذين كانوا على رأس السلطة.هذا الحدث لأبد من أن يلقى بظلاله على العمل النقابي والذي نسعى لسحب بساطه من تسلط الشيوعيين.
خامسا:الهجرة للسعودية متعاقداً مع وزارة التربية السعودية بعد استقالتي من وزارة التربية السودانيه حيث غادرت السودان في ١٩٦٩ بصحبه زوجتي. فكان السفر استراحه نستبين فيها خط السير الجديد ولوازم المعركة القادمة والتي يدرك كل من اضطلع على تاريخ الشيوعيين ان العمل ضدهم لا تجدي معه الأساليب التقليدية من مظاهرات ومنشورات واضرابات وغيرها.

تعليقات
Loading...