في أدب السيرة.. الأستاذ ود الفضل يكتب :محطات في مسيرة الحياة (٣٩)

الخرطوم :مرايا برس

حينما أذكر هذه الأسماء لهذه الصفوة كنماذج لأهل كردفان إنما اعبر عن تقديري واحترامي لأهل كردفان الخير كافة الذين تعلمنا منهم الكثير وكان لنا زاداً ونحن نخوض معارك التأسيس في ولايات السودان.
كانت هذه المعالجات هي زادنا الذي واجهنا به قضية الأمن بتعقيداتها، ولكن الخطوة الكبرى التي رفعت من وتيرة الدعم المادي والمعنوي هي إعلان الجهاد في ولاية كردفان لصد عدوان التمرد ولتكون المجابهة جهاداً في سبيل الله وحماية للوطن والمواطنين (ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك ولياً وأجعل لنا من لدنك نصيرا) الآية ٧٥ سورة النساء.
كان الإعلان في مدينة النهود ونحن نستقبل الأخ د. الطيب إبراهيم محمد خير والي دارفور الذي جاء زائراً لنا في الولاية انابة عن الوالي اللواء فيصل مدني مختار، وعند عودتنا من النهود وجدت الأخ محمد الطيب فضل محافظ كادقلي قد أعلن الجهاد في محافظته وسمى محافظته (كادقلي الجهاد)، فوجدت الوالي غير راضٍ عن هذه الخطوة وأراد ان يرسل برقية للأخ المحافظ يستدعيه لرئاسة الولاية، فطلبت منه تأجيلها لحين الإنتهاء من اجتماعنا بقيادات الولاية المجتمعية، الذين دعوناهم للتفاكر حول دعم إعلان الجهاد. فما خذلنا أهل الأبيض وقياداتها رحالاً ونساءً وشباباً فقد قوبل الإعلان بترحاب شديد واستعداد للبذل والعطاء بالاموال والانفس، الأمر الذي جعل الأخ الوالي يعيد النظر في أمر المحافظ والجهاد. لقد كان إعلان الجهاد فتخاً لنا في كردفان حيث هرعت وفود المجاهدين بكافة احتياجاتهم إلى كردفان فعلت أصوات التكبير والتهليل وتسابق المجاهدون لنيل إحدى الحسنيين، النصر والسيادة أو الموت والشهادة، وما هي إلا أيام حتى طُرد التمرد من تلشي بل أصبح مطارداً في جنوب كردفان فالله الحمد من قبل ومن بعد.
كانت هذه الخطوات الموفقة بداية للأمن والاستقرار في جنوب كردفان، الأمر الذي مكن أجهزتنا النظامية بعد هذا الدعم المعنوي والمادي من أخذ زمام المبادرة في الولاية تأميناً وتمكيناً.

تعليقات
Loading...