في أدب السيرة.. الأستاذ ود الفضل يكتب :محطات في مسيرة الحياة(٥)

الخرطوم :مرايا برس

المرحلة المتوسطة والثانوية..
تعتبر المرحلتان الوسطى والثانوية من أهم المراحل بالنسبة لأي شاب لما تموجان به من نظم وعادات وتقاليد وتواصل وتعارف لأن المدارس الوسطى والثانوية كانت أغلبها مدارس داخلية، وللداخليات تأثير قوي على شخصية أي تلميذ ولأن هذه المراحل تمثل بداية النضوج للتلميذ وتتداخل معها مرحلة سن المراهقة التي تحتاج للكثير من الإهتمام والرعاية، ولأنها المرحلة التي تتشكل فيها عقلية التلميذ ويتقبل فيها الجديد من الأفكار، ويقتبس فيها الكثير من العادات والسلوكيات سواء من معلميه أو زملائه الذين عادة ما تجمعه بهم الداخليات من مجتمعات قروية تختلف في بعض عاداتها وسلوكياتها، فهي إذن مرحلة تُحظى بالاهتمام الشخصي والأسري.
بعد قبولي بالمرحلة الوسطى توجهت لمدينة سنجة بالقطار من محطة ود الحداد برفقة الوالد برفقة الوالد الذي أراد أن يطمئن على وضعي، فنزلنا ضيوفاً عند العم محمد إبراهيم كسبان واخوته من نفس الأسرة العم جبرالله والعم أحمد الرشيد وابنائهم عمر وإبراهيم جبرالله والرشيد أحمد الرشيد، الذين يجمعهم حي واحد.
تعرفنا فيما بعد على الأخ بابكر عبدالغني، وعمر عبدالغني، والسماني الأمير، والشيخ عبدالكريم محمد عبدالكريم وغيرهم.
وفي المدرسة والداخلية تعرفت على عدد من التلاميذ خاصة من أبناء سنار ومن أبناء العنبر الذي يجمعنا ومن أبناء عدد من القرى الأخرى.
وقد كانت المدرسة والداخلية نقطة تحول بالنسبة لي، ومن المراحل التي تأثرت فيها بكثير من العادات وعقدت فيها كثيراً من الصداقات التي تطورت وقويت فيما بعد في المرحلة الثانوية.
في المرحلة الوسطى أُطلق عليّ لقب دقشم، أطلقه أحد الطلبة من مدينة ود مدني إسمه عوض محجوب، وقال لي أنني أشبه لاعب كرة بمدني، ولكن بعض أبناء دفعتنا عرفها باللغة الإنجليزية التي كانت جديدة علينا بقولهم دق وشم وتعني بالإنجليزية Hit and smell وما انفك اللقب يتابعني في المرحلتين الوسطى والثانوية وحتى الجامعة، جاء صدفة واستمر عمراً وحسبه البعض اسماً لجدي.

تعليقات
Loading...