قراءات في كتاب كفاحي والراهن السياسي السوداني2-2

خالد البلولة

في الحلقة الأولى من قراءتنا لكتاب كفاحي للزعيم الألماني أدولف هتلر الصادر ٢٠١٨م عن دار نيو بوك للنشر والتوزيع في طبعته الخامسة ،عند أسباب إنهيار الإمبراطورية الألمانية ،حدد عدد من الأسباب. هنا نواصل في تلخيص بعض مما أشار إليه، وعليكم مقارنتها بالواقع السياسي الذي تعيشه بلادنا الآن.
يشير هتلر الى دور الصحافة البارز في توجيه الرأي العام، وقسم قراء الصحافة الى ثلاثة اقسام.
١-قسم يصدق ماتنشره الصحافة وهم الأغلبية الساحقة من الفئة غير المتعلمة من الشعب وتعتمد على طبقة المثقفين باعتبارهم المدركين للأمور .
٢-الفئة الثانية هي التي تعيش بين الشك المطلق الإيمان المطلق وهؤلاء لايصلحون لأي عمل إيجابي.
٣-الفئة الثالثة هي الفئة المؤهلة وتفكر تفكيرا صحيحاً يميز بين الصالح والطالح لكن لا شأن لهم ولا تأثير في مقدرات البلاد.
الصحافة التي تحدث عنها هتلر يومذاك أصبح بديلاً عنها مايسمى (شبكات التواصل الإجتماعي) وهي أدت دورا فاعلا في الثورة السودانية ومازال تأثيرها ممتدا على متخذي القرار في الحكومة الإنتقالية وأصبحت توظف توظيفا جيداً في(شيطنة الكثير من المؤثرين في المشهد السياسي أو الذين يمارسون نقداً موضوعياً للمشهد السياسي. أصبحت هي البديل عن الصحافة التي أشار اليها هتلر..
يقول هتلر: الصحافة اليهودية الماركسية كانت تخدر الشعب بالدعاية للسلام ، فعملت على شل حيوية الأمة والدولة ظلت تتغاضى عن ذلك بسبب جبن مسوؤليها وإحجامهم عن التصدي لها .
يرى هتلر أن أسباب إنهيار الإمبراطورية يعود لإهمال الدولة بإتخاذها التدابير الكفيلة بصيانتها وإنهيارها من الداخل قبل الإنهيار الخارجي.
وحدد عدة شواهد لذلك منها ، تفشي داء السل بسبب سوء التغذية والزهري بسبب إنتشار البغاء وقال أن البغاء يعني تحويل الحب والعلاقات الجسدية الى صفقات تجارية ،يعني تراخي العلاقات الإنسانية، فتسود الإباحية ويكثر اللقطاء وأبناء الزنا .
حدد هتلر عدة خطوات لمحاربة البغاء منها نادي الزواج المبكر للحد من إنتشاره لأن الزواج يهدف الى غاية سامية هي حفظ النوع ويعطي الأمة أولادا أقوياء.
أيضاً نادى بتغيير مناهج التربية والتعليم ومنح أولوية خاصة للتربية البدنية لتنشئة جيل قوي بدنيا وروحيا ،فالعقل السليم في الجسم السليم ،فالشاب الذى يمارس الألعاب البدنية يكون قادراً على كبح غرائزه.
اضاف هتلر أنه يجب القضاء على مظاهر كافة الخلاعة ، وتحدث عن التهور الثقافي بفعل (المؤثرات الغربية) وعده من أعراض الإنحلال الذي أصاب الأمة الألمانية، وطالب بتطهير الفن من المنحرفين بعد أن أبعد عن القواعد المدرسية واخضع لأهواء قلة قليلة،ولَم يكتف اليهود الماركسيون بذلك فشنوا الحملات على الدين ورجاله بحجة تقديس حرية المعتقدات وقاموا بترجمة المؤلفات الأجنبية التي لا يجوز وضعها بأيدي المثقفين فكيف بعامة الشعب ،فترك رجال الدين نعاجهم الى الذئاب وكانت النتيجة تزعزع الإيمان وتقلص الوازع الديني.
والذي ينظر الى الواقع السوداني وينظر الى إشارات هتلر في الكثير من المجالات يشعر الى حد كبير تطابق بين إشاراته والراهن السياسي السودانى الان.

تعليقات
Loading...