قصة شاب تحول من الصحافة للزراعة..

*هذه المحاصيل سترفد البلاد بالعملة الصعبة.
*هذا هو المطلوب من الحكومة.

حوار:أمينة الفضل
………………………….

الجزولي دفع الله محمد شاب في مقتبل العمر من قرية الميعة ود باكر محلية أم القرى بولاية الجزيرة تخرج العام 2008م في جامعة الخرطوم كلية الآداب، عمل بالصحافة ثم تحول منها للعمل التجاري. له تجربة زراعية ناجحة بمشروع الرهد الزراعي، التفتيش التاسع، لفتت اليه الأنظار بعد ان احرز نجاحاً باهراً في هذا المجال . موقع(مرايا برس) إلتقاه وأجرى معه حوارا حكى فيه تجربته الناجحة. يقول الجزولي: التدهور والتذبذب الذي حدث في السوق وإرتفاع الدولار في ذلك الوقت جعلني أقرر الدخول في مجال الزراعة في العام 2014م عندما كان التمويل ميسر من البنوك،ولم يكن لدي مشكلة في دفع المقدم لأنني كنت أعمل في المجال التجاري،كان مقدم التمويل حينها يبلغ 40 ألفا.
*طموح الجزولي في إرتياد مجال الزراعة جعله يمتلك تراكتورا عبر التمويل البنكي،وبدأ في زراعة محاصيل مختلفة مثل القطن، الفول السوداني، الذرة وزهرة الشمس وهي المحاصيل المتاحة للزراعة في مشروع الرهد الزراعي.
طلبت منه أن يحكي تجربته فقال: سنة 2014 دخلت مجال الزراعة قدمت لتمويل في البنك الزراعي لتركتور (تاف) ودفعت مقدم 10٪ وباقي الأقساط لمدة ثلاث سنوات تدفع كل شهر أو كل ستة أشهر حسب رغبتك إخترت أدفع كل ستة أشهر ،إستلمت التراكتور وابتدأت زراعة في السنة الأولى زرعت 20 فدان 10 قطن 5 فول و 5 ذرة.
ال20 فدان في جميع عملياتها الفلاحية لم أدخل فيها جنيه انما كان من شغل التراكتور.
حينما جاء موسم الحصاد كنت قد سددت القسط الأول من عائد محصول الفول السوداني واشتريت من عائد القطن والذرة عجول بغرض التسمين.
في الموسم الثاني 2015 زرعت 40 فدان توزعت بين القطن، الفول، الذرة وزهرة الشمس، قبل الحصاد قمت ببيع عجول التسمين ودفعت القسط الثاني.
حصدت الفول والقطن والذرة وهي محاصيل صيفية بتزرع من بداية مايو وحتى منتصف يونيو ويتم حصادها في نوفمبر أو ديسمبر، والقطن يمتد الى يناير ، بعائد الحصاد اشتريت مرة اخرى عجول بغرض التسمين.
حصدت زهرة الشمس شهر فبراير وعائد الحصاد اشتريت علف ، بعت العجول شهر مايو دفعت القسط التالت ودفعت مقدم لتراكتور ثاني.
دخلت الموسم الثالث بعدد 2 تراكتور مع ملحقاتها
وفي الموسم الثالث 2016م زرعت 50 فدان وبحصادها دفعت القسط الرابع للتراكتور الأول والقسط الأول للتراكتور الثاني،وهكذا لم تكن لدي مشكلة في أن أدفع قسط أو أشتري أرض زراعية أو غيرها.
*سألته:هل تعتقد أن الزراعة هي المخرج من التدهور الإقتصادي؟. أجابني بأن المخرج الوحيد من التدهور الإقتصادي بالبلاد هو التوجه الكلي للزراعة حكومة وشعباً خاصة وأن محاصيل كالقطن، الفول، السمسم وزهرة الشمس وهي المحاصيل التي يطلق عليها محاصيل نقدية، أصبحت ذات جدوى إقتصادية كبيرة ورافد للبلاد لجلب العملة الصعبة. وأضاف أن كثير من الشركات والمؤسسات العالمية في الصين، الهند، تركيا وسوريا الآن تتنافس للحصول على هذه المحاصيل، وتوجد لدينا في السودان والحمد لله.
*معظم الشباب هاجر للخارج بحثاً عن العمل؟
قناعتي أن كل الصعوبات والمتاعب التي مرت على هذا البلد كانت وستظل بسبب هذه الأرض البطحاء المنبسطة التي لا نعرف قيمتها والمياه المتدفقة.
ونصيحتي للشباب بالإتجاه للزراعة والعمل في هذه الأرض الطيبة المعطاءة.
*هل وجدت صعوبات في التمويل؟.
لا. لم أجد صعوبات تذكر لأن في ذلك الوقت كان هناك نوعا من الإستقرار، والحصول على تمويل بنكي كان سهلا جداً عكس الآن. بالنسبة للتمويل من المفروض يكون هنالك توجيه حكومي صارم للبنوك بأن لا تكون هناك صعوبات لتمويل المزارع خاصة وأن بعض البنوك الآن تعمل في تمويل الركشات وعربات التكتك فأيهم أولى بالحصول على تمويل خاصة وان المقدم ارتفع من 10% إلى 30%، بالنسبة لي فقد سددت أقساطي جميعها وامتلكت تراكتورا آخر والحمد لله اعمل على تسديد أقساطي أولا بأول.
سألته ما هي نصيحتك للشباب مثلك؟
أجابني بحماس قائلاً: الظروف الإقتصادية الضاغطة الآن وتوفر وسائل الإعلام البديل جعلت هنالك رغبة كبيرة وملحة عند الشعب السوداني بصفة عامة والشباب بصفة خاصة للتوجه للزراعة وهذا أصبح أمراً ملموساً بصورة كبيرة ويزيد عاماً بعد عام فقط المطلوب من الحكومة تقديم تسهيلات للشباب للحصول على أراض زراعية وآلات ليبدأو العمل بجد وحماس، ونصيحتي للشباب أنهم لا يتهيبوا الدخول في مجال الزراعة. وأي شاب او مجموعة عندهم رغبة في الزراعة يحاولوا يتحصلوا على تراكتور من البنك وأي مبلغ يتحصلوا عليه من شغل التراكتور يجب إدخاله في الزراعة.
بدأ الجزولي سعيداً وهو يحكي عن الموسم الزراعي المبشر هذا العام:بالنسبة للموسم هذه السنة يعد الأميز بالذات في القطاع المطري رغم شح الجاز إلا أن الحكومة الإنتقالية مشكورة وفرت جاز للزراعة وإن لم يكن بالكمية المطلوبة لكن المساحة المزروعة الآن في السودان تعد الأكبر بمساحة تقدر ب٥٠ مليون فدان مروي ومطري
لكن على وزراة الزراعة أخذ الحيطة والحذر لأن مواسم الأمطار الناجحة غالباً ما تصادفها آفات في موسم الحصاد والآن هنالك حديث عن جراد صحراوي في شرقي السودان. يبقى على إدارة الوقائيات ومكافحة الآفات بوزراة الزراعة أن تقوم بدورها في هذا الجانب.
*رسالة لمن توجهها؟
أوجه صوت لوم للأخوة في وزراعة الري لتجاهلهم المتكرر لنداء وإستغاثة المزارعين في مشروع الرهد الزراعي بضرورة إصلاح كهرباء محطة مينا الشريف المغذية لترعة أب رخم والتي بدورها تقوم بري مشروع الرهد الزراعي.
*كلمة أخيرة لمن توجهها؟. للحكومة أن تولي مزيداً من الإهتمام بالزراعة.
وقبل أن نختم حوارنا معه إبتسم وقال المستقبل أخضر بإذن الله فقط مزيد من الإجتهاد والجدية.

تعليقات
Loading...