كسلا

تقرير: أحمد بامنت

تماشيا مع الجهود المبذولة من قبل الأجهزه الأمنية والشرطيه لبسط هيبة الدولة، وإعادة الأمن والاستقرار لمدينة كسلا عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة مؤخرا، وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر؛ بدأت الحياة تعود لطبيعتها بالمدينة وانتعشت الأسواق والمحلات التجارية وتم رفع حظر التجوال؛ كل هذا في اطار احتواء أزمة ولاية كسلا التي نتج عنها إنقساما حاداً في النسيج الاجتماعي لمجتمع الولاية. تماشياً مع تلك الجهود انتظمت منظمات المجتمع المدني وشخصيات ورموز المجتمع   وعدداً من رجال الإدارات الأهلية في مبادرات لرأب الصدع ونزع فتيل الأزمة وإيقاف الفتنة المتعمدة بين مكونات الولاية، حيث جاءت مبادرة مبادرون من أجل التعايش السلمي بكسلا (معاك)، فقد دشنت  أعمالها بتسليم عضو مجلس السيادة الأستاذ محمد الفكي سليمان الوثيقة  الشعبية المجتمعية  لمجابهة  ومحاربة القبلية والجهوية  وأكدت الوثيقة تفعيل نيابة المعلوماتية وتفعيل دور التعايش السلمي وحق المواطنة في الحقوق .
عبر الفكي عن دعمهم للمبادرة مبديا إعجابه الكامل بالفكرة ومؤمنا على أهمية ما جاء في الوثيقة الدستورية.
تطرقت المبادرة  لطبيعة شرق السودان  ومجتمعات كسلا ومدى الترابط والتماسك بين مكونات مجتمع شرق السودان ومجتمع  كسلا على وجه الخصوص.  كما طالبوا أفراد المبادرة بضرورة  التنسيق مع  منظمات المجتمع المدني  لتوجيه  الدعم  للريف بتمليك إنسانها وسائل الإنتاج والتدريب.
و أكد الجميع على ضرورة فرض الدولة هيبتها والعمل على إعادة النسيج الإجتماعي للمنطقة وبسط الأمن وتفعيل نيابة المعلوماتية ومحاربة خطاب الكراهية.
وتعتبر مبادرون من أجل التعايش السلمي، إحدى المبادرات المجتمعية التي قام بها أبناء وبنات كسلا بداخل وخارج السودان لنبذ الإصطفاف القبلي، والعمل على سلامة النسيج الإجتماعي. هذا بجانب تحركات قادة ورجالات الإدارة الأهلية من مختلف قبائل السودان ولا تزال المبادرات تتوافد على مدينة كسلا.
وفي ذات السياق تعهد مدير عام قوات الشرطة الفريق أول عز الدين الشيخ بمحاسبة مثيري الفتن عبر مواقع التواصل الإجتماعي بولاية كسلا والتي كانت إحدي أسباب إتساع نطاق النزاع عبر خطاب الكراهية بصورة مزعجة وأشار سيادته لتكوين لجنة تضم عددا من الجهات الأمنية والعدلية تعمل بالتعاون مع تيم متخصص من المركز لهذا الغرض. وقال ان الحياة بدأت تعود لسوق كسلا وذلك لدى جولته التفقدية برفقة أعضاء لجنة أمن الولاية والهيئة العليا الخاصة بإدارة الأزمة بولاية كسلا حيث وقف على الحركة داخل السوق بعد أن فتحت بعض المحلات التجارية أبوابها. وشدد مدير عام الشرطة الى أنهم لن يسمحوا لأي شخص ببث الفتنة او كتابة كلمات تقدح في النسيج الأجتماعي بالولاية.
وأبدى عز الدين بالغ أسفه لكل ماتعرض له السوق من حرق ونهب خلال الأحداث الأخيرة خاصة سوق (النسوان)، قائلاً إن أمهاتنا وخالاتنا وأخواتنا البسطاء في السوق من المعيب جدا ان يتم حرق السوق لهن في عملية تجافي قيم وشهامة إنسان المدينة.
وأضاف أن مدينة كسلا تعتبر من المدن المسالمة، منوها الى دور قوات الشرطة والأجهزة الأمنية في تأمين المدينة وحماية المواطنين وممتلكاتهم بعيدا عن الجانب السياسي بالإضافة الى تأمين الأوضاع لطلاب إمتحانات الشهادة السودانية،
وكشف عن الدعم الذي وصل لقوات الشرطة بالولاية المتمثل في آليات ضمن الخطط الموضوعة لتأمين الأوضاع بالولاية.
وعلى الرغم من عودة الحياة لطبيعتها إلا أن ندرة السلع الإستهلاكية واختفائها عمق من أزمة المدينة حيث شهدت الأسواق إرتفاعا غير مسبوق. ويعاني مواطنو مدينة كسلا من أزمة الخبز والمواد البتروليه ،غاز الطبخ ،حيث بلغ كيلو دقيق ٢٠٠ جنيه،وفيما بلغ جوال الدقيق زنة ٢٥ كيلو ألفان وثلاثمائة جنيه،فيما يتراوح سعر جالون البنزين في السوق الأسود ما بين ألف وخمسمائة جنيه الى ألف جنيه وذلك لعدم توفر الوقود في المحطات ومازالت الولاية تنتظر انفراجا في توفير السلع الإستهلاكية.

تعليقات
Loading...