كيف ولماذا سقطت ولاية ” ولو” بيد التقراي ، ولم تسقط ولايات ” قوندر” و ” قجام” ؟عبدالقادر الحيمي .

القضارف :عبدالقادر الحيمي

يتكون إقليم ” امهرا ” من ثلاثة ولايات هي: ولاية ولو وعاصمتها ” ديسى” ، ولاية قوندر وعاصمتها ” قوندر” ولاية قجام وعاصمتها ” بحر دار ” وهي عاصمة اقليم ” امهرا”.
تقطن ولاية “ولو” أربعة عرقيات اثنية وهم على التوالى ، الامهرة، ” الاقو” وهؤلاء هم نفس ” البلين” المتواجدين في ارتريا ، ويذكر ان الاقو لديهم جبهة تحرير مسلحة تناهض الحكومة وهم احد فصائل الأقاليم التسعة المنضوية في جبهة متحدة ضد الحكومة المركزية. عرقية شعب ” رايا” ويتمركزون في ” آلمتا”.
اما العرقية الرابعة هي ذات اصول عربية وهي عرقية ” ارقبا او عرقبا” وهي كلمة مركبة تعني ان العرب وصلوا.
تلك هي عرقيات ولاية ولو ، ونسبة المسلمين فيها تزيد عن 70%. وتعد ولاية ” ولو” مركز الطرق الصوفية فى اثيوبيا عامة ، حيث تنتشر فيها الطريقة “القادرية” و” السمانية ” . ويتبع المسلمون المذهب ” الشافعي”.
لكن مع ذلك ، يعتبر امهرة ” ولو” امهرة درجة ثانية ومواطنين درجة ثانية ، مقارنة مع امهرة قجام وامهرة قوندر الذين يعتبرون انفسهم صفوة الامهرة .
وتعود أسباب ذلك الى الإرث الفكري الامبراطوري والذي يعتنقه معظم الامهرا حتى اليوم ، وهو ما انتهجه سابقا اباطرة إثيوبيا في إنشاء الإمبراطورية وتقوم على حكم اثيوبيا وشعوبها عبر سيادة الامهرا على إثيوبيا بالتوحد مع الكنيسة وفرض الارثوذكية بالقوة ، وهو ما حدث فعلا في الماضي عندما دمرت ممالك اسلامية واجبر المسلمين على اعتناق الارثوذكية بل حتى تم اجبار البروتستانت للتحول إلى الارثوذكية . البروتستانية تنتشر في جنوب اثيوبيا وتمتد الى جنوب السودان وحتى الى غرب افريقيا .
وامتد الصراع الديني حتى شمل محاربة اللغة العربية ومحاربة حتى من يتحدثون بها وعدم توظيفهم في الدولة ، وقاد تلك الحرب السياسيين منذ العشرينيات في عهد الامبراطور هايلي ماريام رغم انه كان لديه رئيس وزراء مسلم علم 1968, لكن تلك الحملة توقفت وافتتحت الجامعات الاثيوبية منذ العام 2002 اقسام دراسة للغة العربية وافتتحت العديد من المدارس والمعاهد الدينية التي تدرس العلوم الشرعية باللغة العربية .
لذلك لعب التمييز العرقي بين الامهرة دورا رئيسيا في سقوط ” ولو” على يد التقراي ، حيث لم تشارك قوات ( فانو) من ولايات قوندر وقجام ، فى القتال والدفاع عن ” ولو ” ومدنها الرئيسية ” ديسى و كمبيلشا”. رغم ان قوات او ميليشيات ” فانو” تم تكوينها في قوندر سنة 2018 ومهمتها الاساسية الدفاع عن حدود اقليم امهرا .
غزت قوات دفاع التقراى مدينة ” دبرا تابور” وهي تقع فى ولاية قوندر واحتلتها، وهي مسقط راس ” ديمكا موكنن حسن ” صاحب الكلمة العليا فى اقليم امهرا ، نائب رئيس الوزراء آبي احمد ، وزير الخارجية .
لكن ما حدث ، أن قوات ” فانو” تدافعت من كل حدب وصوب من قوندر وقجام لتحرير ” دبراتابور” بالإضافة إلى الجيش الإرتري حتى تمكنوا من استعادتها من قوات التقراي وذلك من قبل شهر من الان .
حاليا ومع الانتكاسة الكبيرة والهزائم المتكررة للجيش الحكومى وقوات ” فانو” وتراجعهما ميدانيا وهزيمتهم الساحقة قبل خمسة ايام فى ” مجدلا ” والتي تدمرت فيها آخر قوة لقوات النخبة فى الجيش الاثيوبى . تنطلق قوات كبيرة للتقراي من ” نفاس موجا” وتتجه لإعادة السيطرة على “دبراتابور” بولاية قوندر وهي في حكم الساقطة .

تعليقات
Loading...