مبارك الكودة يكتب :بطنا طمت.

الخرطوم :مرايا برس

استمعت للمؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه وزير الشئون الدينية عن فساد الاوقاف ، ورغم أني اتحفظ كثيراً علي الاجتهادات التي طرأت علي مقاصد الشريعة الهادية وتأسست بموجبها شريعة القوانين التي ترفضها حكومة الثورة لاعتبارات كثيرة وربما اتفق معها في البعض وأختلف في بعضها إلّا أننا الان نناقش حادثة بعينها متعلقة بالمؤتمر الصحفي ٠
حسب رؤيتي ان حديث الاخ الوزير لا علاقة له بقانون الاوقاف الحالي الذي تأسس علي الشريعة الاسلامية و لا علاقة له بالاوقاف كاصول ثابته فهذا القانون يلتزم الشريعة الاسلامية منذ عقود طويلة ولم تطاله يد وزارة العدل لانه قانون مالي يدر علي الدولة مالاً وفيراً ، وقد دلس الوزير وهو يقارن بين قيمة الإئجار ايام الانقاذ و اليوم واعتبر سيادته الفرق بين الائجارين عملٌ صالح يحسب ويضاف لصالح إنجازاته ، وهذا بالطبع قياس فاسد ومستفز !! يا سعادتك انت بتخاطب ناس عندها عقول فالائجار قد تضاعف عشرات المرات بسبب التضخم انت قاعد وين يا بريش ؟ صدقوني كان كثير من الكيزان ضد قيام وزارة للشئون الدينية ، فالشئون الدينية مشروع مجتمعي وليس سلطوي ! ! كيف ننادي بفصل الدين عن الدولة ونحن ننشئ وزارة باسم شئونه هذا دجل منكم ومنهم ؟ تُري هل يعلم السيد الوزير ولجنة التمكين ان شرط الواقف يعتبر ملزماً في الشريعة الاسلامية !! وهل يا تري ستلتزم الدولة ووزيرها بالشريعة الاسلامية في شئون الوقف وهو يتحدث بهذه اللغة التي لا هي دين ولا هي مدنية ولا علمانية إنما مجرد استعراض لاقيمة له ينم عن عدم مسئولية؟. 
اتعجب لهذه الدولة التي لازالت تتعامل بقوانين الدولة الثيوقراطية في المال مثل الزكاة والاوقاف وترفضها في الاخلاق علماً بأن قوانين الاخلاق في الشريعة الاسلامية أقرب من القوانين المالية للمدنية والعلمانية !! قانون الزكاة الساري اليوم يعاقب المواطن السوداني المسلم الذي لم يلتزم سدادها في وقتها المعلوم وبشروطها ومصارفها المحدده ، ولا يعاقب المواطن الغير مسلم فهل يجوز ذلك في الدولة المدنية ؟ افتكر كفاية بلطجة ٠
أما مقولة : ( عمارة الذهب مؤجرة بمبلغ ٣٠٠ الف دولار تذهب لحساب عبد الله البشير خارج السودان ) فهذه معلومة تحتاج إبتداءً لاثباتها وقولها لاخلاق الرجال ومن ثم مستندات المحكمة التي حكمت بهذا الحكم لأن هذا المذكور توفي لرحمة مولاه ولا يجوز الحديث عنه بهذه الصورة السياسية المبتذلة ومن وزير ولا حول ولا قوة إلّا بالله !! بطمنا طمت ٠

تعليقات
Loading...