مبارك الكودة يكتب :بلا عربية بلا لمة

الخرطوم :مرايا برس

( تحت عباءة التيار الاسلامي العريض يعود تنظيم الاخوان المسلمون في السودان مجدداً) هكذا بدأت مذيعة قناة العربية خبرها والذي شاهدته في فيديو محتفى به من بعض ساستنا الكبار في قروب صحافسيون وكأن تنظيم الاخوان المسلمين متفق على تحريم ظهوره ، وان الذي عاد في السودان يجب ان يُحسم قبل ان يقع الفأس في الرأس ، وتناولت المذيعة بصورة اعلامية تفتقد لأخلاق المهنة ذلكم الخطأ الذي وقع فيه المهني مصمم الشعار وقد سقطت منه سهواً كلمة الله في الاية الكريمة ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وربما يكون هذا الشخص المهني لا علاقة له بتنظيم الاخوان المسلمين ،واصبح هذا الخطأ العارض والذي وقع مراراً وتكراراً من العربية نفسها ومن غيرها جريمة كبرى في حق تنظيم الاخوان المسلمين العالمي انظروا لهذا التفخيم العبيط وهي تكرر مصطلح العالمي في خبرها !! تخيلوا معي ان قناة العربية بكل حجمها وزخمها لم تجد خطأً لهذه الجماعة تستشهد به إلا هذا الخطأ مما يدل على افلاسها وسذاجتها وقلة عقلها !! معقول خطأ فني وقع فيه فرد مهني وحاول منظمو المؤتمر الصحفي تداركه بتغطيته بقماش اسود يصبح خبراً اساسياً في قناة العربية ودليلاً قاطعاً تستشهد به هذه القناة لتقول لمشاهديها كيف لتنظيم يخطئ مثل هذه الاخطاء الشنيعة والتي تؤكد على حظره بسبب الارهاب ان يعود ليمارس السياسة باسم الدين!! والملاحظ ان القناة تصر على تجريم الجماعة بمثل هذه السخافات والتفاهات وهي تحاول ان تلفت نظر المشاهد إلى ان شعار المؤتمر بعد ان تمت تغطيته بشريط اسود تحولت قيمته فأصبح يعبر عن سواد النية وهذه تورية اكثر سخافة وجهالة من سابقتها. وواضح جداً ان القناة تسعى بخبرها التافه هذا لمآرب أخرى معلومة بالضرورة ، ولا ادري لماذا كل هذا التحامل من القناة على الاسلام !!
موضوع ان الدين الاسلامي ينبغي ان يفصل فيه الدعوي عن السياسي فهذا حوار فكري عميق وداخلي ، فتركيا التي هي قبلة العلمانيين العرب اليوم يحكمها حزب اسلامي بدستور علماني وكذلك ماليزيا ، والحوار اليوم محتدم جداً في المغرب العربي حول هذه الجزئية التي لا اعتقد انها تبعد اهل التنظيمات الاسلامية من معركة الصراع الحضاري فيمكن لهذه التنظيمات ان تمارس السياسة بذات الادوات المتفق عليها كما هو في تركيا وماليزيا ، واذا كانت السياسة مطلقاً حرام لاصحاب العقيدة الاسلامية فهي كذلك حرام على الاخوة المسيحيين والشيوعيين والبعثيين والناصريين حتى حزب الامة فهو حزب عقدي وحمل السلاح من قبل !!
النظام المدني الديمقراطي الذي يدعو له الاخ ابراهيم الشيخ ومن معه وانا منهم يتيح للشيطان الرجيم الذي يقبل الحرية والدولة المدنية والديمقراطية منهجاً ان يمارس حقه الانساني والوطني طالما هو ملتزم بما يقره الدستور المتفق عليه (وما فيش حد احسن من حد) وأقول لموظفي قناة العربية – ختوا تحت كلمة موظفي دي خط – اقول لهم الفينا مكفينا شوفوا فساد الدين والخروج عليه عند الذين أغدقوا عليكم من نعمتهم واسسوا لكم هذه المنصة التي تحدثونا من خلالها فنحن شعب يعرف كيف يدير شئونه !! بلا عربية بلا لمة. 

تعليقات
Loading...