مبارك الكودة يكتب :مقارنة معايش.

الخرطوم:مرايا برس

بعد سقوط الانقاذ وسقوط تجربة قحت وضح بما لا يدع مجالاً للشك ان الحركة الاسلامية قد استفادت فائدة عظمي من تجربتها الطويلة في السياسة والحكم ، واضافت لرصيدها السياسي بهذه التجربة صفة و سمة التيار ، واصبحت بهذا الوصف صبغةً ومزاجاً عاماً في المجتمع السوداني ،وبديلاً لأحزاب الوسط برؤية مؤسسة و مؤصلة في هذه المساحة ، وبما أني من الذين يجيدون عملية التعبئة فقد كنّا نعاني جداً في بدايات الانقاذ من صناعة الحشود ، مما يجعلنا نتخذ من الاغراء وسيلةً للتعبئة ، وشيئاً فشيئاً استطاعت الحركة باستراتيجيتها ان تؤسس طرحها علي منصة المزاج السوداني العام فتغيرت منهجيتها من التجنيد الفردي إلى استقطاب الجماعات والمؤسسات وأدخلت بهذه الاستراتيجية الطرق الصوفية والقبائل والجماعات الدينية والاحزاب الوطنية أفواجاً في ساحاتها ، واصبح العرف هو محور فكرتها ودعوتها كما جاء في قوله تعالي (خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وأثبتت مدافعة المجتمع للسلطة في تجربة الثلاث سنوات التي خلت ان حركة الاسلام في السودان تجاوزت باعرافها وتقاليدها انها حزباً سياسيًا ينافس الآخرين على السلطه وحسب ، وبرهنت على انها صبغةً ومزاجاً عاماً لغالبية أهل السودان ، وصدقوني لولا سقوط الانقاذ وتجربة قحت لما اكتشفنا هذه الخصائص الجديدة والتي ينبغي ان يبني عليها الاسلاميون دينهم الذي ارتضاه رب العزة للناس اجمعين ويؤسسوا عليها تنظيمهم الذي يستوعب هذه العمومية ، كما أن عوار الثلاث سنوات الماضية وتنازع خصوم الحركة الاسلامية وتنابزهم فيما بينهم ساهم بقدرٍ كبير في ابراز حسنات الاسلاميين ، وها هي الروح تعود اليهم من جديد بعد ان اصابهم اليأس ، وانتقلوا من خانة المدافع إلى خانة المهاجم ، فهل يا تُري تستطع عضوية الحركة الاسلامية من مواكبة هذه القفزة النوعية ام ستظل تحدث الناس من علٍ بصفوية لا اعتقد ان لها مكاناً في سودان اليوم ، ونسأل الله التوفيق والسداد ٠

تعليقات
Loading...