محمد آدم عربي يكتب: عاد جهاز الأمن بقوة من أجل الأمن.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

حروف عابرة.. محمد آدم عربي 

الأمن في اللغة هو (نقيض الخوف) وهو حالة من إنعدام الشعور بالخوف وإحلال شعور الأمان ببعديه النفسي والجسدي والشعور بالأمان هو حق إنساني أصيل وفيه إجمالاً كما جاء في الحديث الشريف (من بات آمناً في سربه معافى في بدنه يملك قوت يومه فقد حيزت له الدنيا) رواه الترمزي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن .
الأمن ضد الخوف،والقلق،والخلل ،والخائف لاينام ولا يأكل، ،مضطرب ،ومحبط ،ومحطم نفسياً .
في كل بلاد الدنيا إذا ذكر الأمن تزداد ضربات القلب وترتعد الفرائس ،من كثافة الإعلام السالب عن دور رجال الأمن وكأنهم وحوش كاسرة لارحمة ولا عطف (القتل خارج القانون ، التعذيب الفظيع حد الجنون ،الصعق بالكهرباء ،طفي أعقاب السجائر ،السحل وغيرها من مترادفات التعذيب ) وكأن هؤلاء ليسو بشر قد تحدث التجاوزات ولكن ليس على الإطلاق وقد أعتقلنا في فترة مايو فبل الانتفاضة وظللنا حتى السقوط ونجاح الثورة ولكنا نشهد بأننا لم نر ماكنا نظنه بل وجدنا معاملة طيبة ووجبات منتظمة وخروج من الحراسات لساعات للتعرض للشمس مع الرياضة كان ضمن الذين معي الأخ المرحوم كابتن شيخ الدين والأخ الصحفي الشهير عمار محمد آدم وآخرين
هذه الرمية (كما يحلو للدكتور عبداللطيف البوني التي جعلها إفتتاحية لمقالاته ) أراها ضرورية لأنفذ للموضوع الهام جداً والذي جاء في توقيت أراه مناسباً يقول العنوان (جهاز المخابرات العامة يقيم ورشة بعنوان رؤية وطنية للتصدي لخطاب الكراهية (والتنمر ) وهذه من عندي ) الورشة تم الإعلان عنها بعدد مقدر من الوسائط الإعلامية ولإهميتها دعى لها رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ،ووزير الاوقاف ،وعدد من كبار ضباط الجيش، والشرطة،حتى الأن لم تتاح لنا الأوراق التي قدمت ولاكيف سارت؟ وكذلك التوصيات والقرارات ولكننا إكتفينا بالعنوان وقديماً قيل (الجواب يكفيك عنوانه) صحيح وصلت الكراهية والتنمر حتى الإقتتال حتى بين أبناء العمومة وما الذي يحدث بكردفان ،ودارفور ، والشرق إلا نتيجة خطاب الكراهية والتنمر بجانب إنتشار السلاح الذي كان بحوزة الجيش ،والأمن ، والشرطة وصار من بعد ذلك كما يقولون ( على قفا من يشيل ) وهو تجارة مثل تجارة الممنوعات ،والمخدرات، والدعارة، يتدفق من الشرق أو الغرب أو الجنوب من دول الجوار ،التي تشهد أنفلاتاً أمنياً ، وقد ذكر لي أحد المعارف أنهم يشتروا ربع كيلة دخن ويذهبوا بها لسوق السلاح ليشتروا ربع ملوة ذخيرة ،وهكذا وصل الحال المائل فزاد القتل ،والنزوح، والجرحى ، والمعاقين وزاد عدد الأرامل وكذا الأيتام .
إن الورشة جاءت في ميقات عصيب والبلاد تمر بمرحلة مفصلية كاد الأمن ينعدم في بعض أحياء العاصمة و(ما تسعة طويلة منا ببعيد) وصار التهديد بالسلاح الناري حادثة يومية ،كما أن دخول هذه الأعداد الكبيرة من جيوش الحركات المسلحة داخل العاصمة شكل أحدى الأختلالات في جانب الترتيبات الأمنية ، وأختلط بذلك أمر القوات الرسمية من غيرها على الناس .
نشيد ونثمن دور جهاز الأمن والمخابرات الذي (شوطن) حتى صار عدد من افراده يقولون عندما يُستنجد بهم نحن دورنا محصور في جمع المعلومات.شباب مصروف عليهم تدريباً وتأهيلاً، يكون دورهم فقط جمع المعلومات إنه لأمر عجيب ، إذا رأى أحدهم (ناس تسعة طويلة) يكتب تقريراً ضافياً كيف إستطاع صاحب الموتر خطف جوال المواطن وخطف شنطة طالبة وهو القادر على حسم الأمر ولكنه قد حُجم .
وفي أعتقادي أن أنتشار التفلتات الامنية داخل العاصمة والولايات السبب الرئيسي فيها هو أن جهاز المخابرات العامة أصبح بلا سلطات وبلا صلاحيات وبلا حصانة وفي ظل هذا الوضع لا يستطيع جهاز المخابرات أن يقوم بدوره المنوط به كأحد الأجهزة المعنية مع الشرطة لحفظ الأمن ولن تجد دولة حظها من النمو والحضارة في غياب (الجُند) الذين يحفظون أمنها ، وقد قال أبن خلدون في مقدمته وهو أمام علماء الاجتماع (المُلك بالجُند ، والجُند بالمال والمال بالخِراج والخِراج بالعمارة والعمارة بالعدل والعدل بإصلاح العُمال وإصلاح العُمال بأستقامة الوزراء )
أرجو أن تنشر الأوراق لتعم الفائدة وليساهم الناس ويستأنسوا بالافكار الواردة فيها كما أرجو أن تكون الأوراق تناولت موضوع الكراهية للطوائف، والجماعات، وسبل معالجتها .
ثم أختم بآيات من سورة الحجرات ( يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ) (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله ) (يأيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الأسم الفسوق بعد الايمان ) ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم
رجاء أرجو أن تخرج الأوراق من الصالات المغلقة الى الفضاء الرحب مثال كباية شاي للتيار أو منتدى ساحة الحرية بقيادة د. شلقامي فهو منتدى محضور بعدد من وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي.

تعليقات
Loading...