مصطفى صديق يكتب :الفقر الحرفي.

الخرطوم :مرايا برس

الفقر الحرفي
.
.
عندما كنت على مشارف المرحلة الثانوية كنت استغرب جدا من الفكرة المسيطرة على الأهالي و حتى الطلاب في تلك المرحلة و غالبا الفكرة مسيطرة حتى يومنا هذا. الفاشل دراسيا او المتمرد على الدراسة (يمشي يقرأ في التدريب المهني)
بضغوطات من الأهل وربما تكون دراسته إجبارية.
الفكرة و ارتباطها بالفشل الأكاديمي (غلط)
الفكرة و النظرة المجتمعية لطالب التدريب المهني (غلط)
(الغلط) المقصود هنا له عدة جوانب.
اولها . نفسية. نجد الطالب يتعامل مع المهنة الحرفية بكراهية لأنه مجبور عليها
ثانيها . معاهد التدريب المهني تعتبر فقيرة مهنيا و حرفيا و التخصصات الفيها محدودة
بحيث انك كطالب لو دخلت تجد ان الاختيارات محدودة فتختار (اي حاجة) بدون رغبة
(بدون رغبة) يعني بدون اجتهاد فكري بدون ابداع حرفي يعني بإختصار (اي حاجة تسكت ناس البيت)، لذا نجد ان الممارس لنفس المهنة خارج المعاهد أشطر من الدارس فيها.
قلة الاختيارات و التخصصات تسبب فقرا حرفيا
لدي تجربة مهنية احببتها جدا وسبب حبي ليها كان الرغبة والصدفة، وانا طالب بالسنة الثانية في الجامعة ذهبت صدفة الى مبنى إحدى الشركات تقدم دورات تدريبة مهنية في نفس مجال عملها بدون أي أوراق تقديم او درجة علمية محددة (يعني لمن يرغب) فسألت عن الدورات التدريبة فوجدت فيها دورة تدربية لمدة ستة أشهر في مهنة جذبني (الفضول) اليها فقدمت فيها ورغم تعقيدها و صعوبتها أحببتها وبحمدالله كنت الأول فيها و تم تعيين ال 10 أشخاص الأوائل في نفس الشركة وفي نفس التخصص و كنت الاول فيهم بحمد الله مع العلم اني بدرس في الجامعة دراسة أكاديمية واستمرت دراستي مع وظيفتي و اشترطو علي أن أكمل دراستي و طول فترة الدراسة كان يتم تفريغ زمن المحاضرات و تقليل ساعات العمل مع الراتب كاملا، (الكلام ده في السودان والله جد).
و حاليا انا خارج السودان امارس عملا اداريا مع مهن حرفية (فلبينية) حبهم للمهنة الحرفية جعلهم يبدوعون فيها..
بلدنا محتاجة حرفيين و ترغيبهم في الحرفة مع الدراسة
معاهد التدريب الحرفي و المهني محتاجة زيادات التخصصات مع حرية الإختيار و التشجيع المؤسسي للحرفيين.
مصانعنا محتاجة عمالة ماهرة و حرفة متقنة، اهلنا محتاجين توعية بأن يتركو للطلاب حرية الإختيار المهني والحرفي بحب بدون ضغوطات
المعاهد المهنية و الحرفية محتاجة توفير مدريبين على ما يحتاجه سوق العمل من مهنة و حرفة، السوق مكتفي من فنيي الخراطة و كهرباء السيارات و الكهرباء العامة.
الشركات والمؤسسات محتاجة مهارة فنية في تخصصات تانية
علموهم بحب بدون ضغوطات علشان يبدعو ونكون مواكبين لحركة العالم بدل التقليدية العايشيين فيها.
الفقر الحرفي والمهني محتاج حركة مواكبة كي يعيش قبل ان يموت.

تعليقات
Loading...