مكي المغربي يكتب : لماذا أنا مع التحرير الاقتصادي.

الخرطوم :مرايا برس

اكشف لكم السر .. الأمر الذي جعلني نصير ومتحمس دوما لإلغاء الدعم من زمن طويل، ومؤيد للتحرير الاقتصادي ولرفع الحكومة يدها عن السلع وان تنحسر إلى دور تنسيقي رشيق .. هو قناعتي انه في السودان الطريق الوحيد للديموقراطية وللحرية السياسية الكاملة.
قرار رفع يد الحكومة عن مواطن كريم النفس وعزيز وعنيد مثل المواطن السوداني وتركه ليكدح ويتعب ويشتري بالسعر العالمي الحر مثله مثل المواطن في بلجيكا أو سويسرا أو جزر المالديف .. يلزم منه ايضا ان ترفع الحكومة يدها عن اختياره السياسي لأنها اصلا ليس لديها التزام تجاهه في معاشه وصحته وحياته .. ولن تشتري له حتى كفنه ولا حنوطه .. هي مجرد مجموعة افندية أو سياسيين ومنظراتية كلامهم كتير ومكرر قاعدين في القصر الجمهوري ومجلس الوزراء .. يقعدوا بأدبهم ولمن يزهج منهم الناس يمشوا ويجوا تانين ينضموا ويطربقوا .. اذا اصلا الكلام مكرر على الاقل الوجوه تتغير .. ووارد يجي أفضل!
اذا رفعت الحكومة يدها عن الدعم عن الشعب في الاقتصاد اذن في السياسة .. يجب ايضا إلا تتسلط عليه وأن تخلي بينه وبين خياراته التي يمكن أن تشمل عزل الحكومة كلها أو الإطاحة بأي وزير أو شخصية صارت مرفوضة شعبيا … فورا ودون مناقشة الأسباب.
طالما المواطن بشتري جازو وبنزينو بي قروشو من السوق العالمي الحر .. خليه يختار حكامه من السوق المحلي، وبالانتخابات الحرة أو بالغضب في الشوارع .. ايهما ترتضيه الحكومة لنفسها تجده.
إما تنحي كريم مع لملمة الأوراق والملفات المهمة .. وحكاوي اليورو والدرهم والقعدات والكوشتينة .. او .. الانتو عارفنو ..!
دعونا نسلم مجددا بأن تحرير سعر الوقود قرار صحيح، ونغض الطرف عن وجود خطة وبرنامج للحكومة من عدم ذلك .. وهو أمر طرقته من قبل وشرحت خطورته على الحكومة نفسها.
أنا شخصيا مع التحرير الاقتصادي ولكن وفق حزمة وطنية متكاملة .. وبتناغم بين الحرية الاقتصادية .. والحرية السياسية.
وهو الأمر الذي سينتزع مع صفعة للحكومة .. او سيتم طوعا لو أدرك عقلاء الحكومة موقفهم جيدا.
نقطة هامة .. مضت سنتان.. لم تعد ذات الوسائل لالهاء الرأي العام والشبابي ممكنة .. لم تعد الشماعات مقبولة .. لم يعد هنالك حظر شعبي على فئة سياسية بعينها .. يوجد تواطؤ بين أحزاب سياسية وناشطين على هذا الحظر لكن شعبيا سقط تماما .. لو حصلت معاندة للشعب في هذه النقطة واحس بتضييق الحكومة عليه في خياراته السياسية ومحاولة توجيهه إعلاميا .. سيكافيء هذا الأمر بعناد أشد لصالح من تستهدفهم الحكومة وإعلامها الرسمي أو الحزبي .. ليس تفضيلا لهم بل لاذلال الحكومة التي ترغب في التسلط على اختياراته السياسية وهي قد رفعت يدها عنه اصلا.
الوصفة التي اتحدث عنها ليست مصالحة ولا تسوية مع الإسلاميين برعاية المحاور الخارجية التي بدأت تتقارب الان وتوفر ملاذات تفاوض في عواصمها برعاية أمريكية مثل تفاوض السعودية مع إيران في بغداد الان والتقارب التركي المصري .. هذا التفاوض برعاية ادارة بايدن بغرض تفرغ امريكا للصين .. سيشمل ملفات اليمن وليبيا والسودان .. هذه المصالحة ايضا وصاية سياسية .. وليست نابعة من قناعات وطنية .. الوصفة التي اقصدها لا علاقة لها بهذا الأمر .. نشرحها لاحقا .. او نخلي الشعب يفرضها بطريقته.

تعليقات
Loading...