ملاحات…

ملاح الجبوري.

مرة كدة كنت قاعد امام التلفزيون؛ و دي طبعا من المرات النادرة جدا؛ لاني لا بشاهد مسلسلات ولا بحب الافلام؛ حتي الاخبار بحب استماعها من الرادي؛ مرات كثيرة بحس اني زي المتخلف؛ بالذات لمن كانوا الجماعة بيحكوا عن (وادي الذئاب) و (مراد علي مدار) ؛ لمن نمشي الجامعة و بحكم اني من المثقفاتية في جماعة بسالوني من الحصل في حلة امبارح؛ الغريبة بجاوبهم؛ و الاغرب اجابتي بتطلع صاح؛ لان ( صلاح بشير السماني و النذير محمود ادم سبيل و برعي) ديل سنايري في الجامعة ؛ فهم بحضروا المسلسل و تاني بجوا بحكوه كله و أنا راقد بين النايم و الصاحي بكون اخدت الملخص و بكرة بحشش بيه،مرات بوقفني زول في الشارع و بسألني عن خبر معين؛ و انا بكون يداب سمعته عنده و بديه رايي فيه و بيطلع صاح؛ غايتو لو الله موفقك مافي عوجة بتجيك؛ زي ما بقوم الشاعر
اذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن امان.
اها اليوم داك قاعد في قناة ناشونال جيوغرافيك بشاهد لي موضوع خاص بالغابة؛ سبحان الله لمن القى ليك فيلم مصور من الطبيعة ما بستغرب في شي زي استغرابي في صبر الخواجات و مخاطرتهم؛ الواحد يصور و مخاطر بحياته بين الوحوش و الثعابين ليقدم نظرية يستفيد منها العالم او ليثبت خاصية تفيد العلم؟ و انحنا كانن كل هذه الحيوانات و الغابات متوفرة عندنا؛ فحرقنا الغابة و شردنا الحيوانات و قعدنا بنتفرج عليها في التلفزيون،مافي حاجة دمرت السودان و خلفته زي دخول السلاح له.
قبل السلاح كانت الجهات الامنية مهابة و قايمة بحماية المواطن و ممتلكات الدولة خير قيام،كانوا الفرسان ظاهرين و معروفين و داك فلان الفارس البلزم المية.
كانت الغابات حافظة التوازن البيئي و كانت فصول السنة معروفة؛
– كنا من أكثر الدول التي توجد بها حيوانات برية؛
و دخل السلاح :
– فامتلك المواطن نفس أسلحة القوات النظامية و صار يستعملها دون اذن؛
بالسلاح بقى أفرس الفرسان يموت بيد اجبن الجبناء.
إستعمال السلاح بالطرق العشوائية حرق الغابات، فتغير مناخنا، فبدل الامطار المنتظمة بقت بتجي امطار بكميات كبيرة في ازمان متقاربة فحصلت الكوارث من السيول و الفيضانات؛
و اكثر جريمة للسلاح هو تهجير الحيوانات و نزحوها و خلانا نشوفوها في التلفزيون بدل ما كانت مباشرة؛
اها اليوم داك كان الفليم المعروض عن الجواميس؛
كان قطيع جاموس ماشي بتشكيلة عسكرية منتظمة؛ يا ملاح الجاب المارشات العسكرية للحيوانات شنو؟
انتو ما جايبين خبر ولا شنو؟ كل التكتيكات العسكرية الهجومية و الدفاعية الانسان اخدها من الطبيعة؛
فالجواميس قافلة صندوق في المقدمة و الجنبات و المؤخرة تيران الجواميس؛ أي التيران الكبيرة في الإطار الخارجي و بعديها الاقل منها ثم الاناث ثم الصغار.
كانت الاسود مكمنة؛
تعرف قوة الجواميس و تكتيكاتها فلازم تتخذ خُدع حربية اكبر؛
الأسود كمنت في طريق ضيق؛ فوضعت الجاموس بينها و بين النهر؛ لمن الاسود كانت بتخطط قبل وصول الجواميس و بتدير في اجتماعها كانت اسخبارات التماسيح التقطت الخبر؛ و قيادة التماسيح جمعت كل قواتها و كمنت داخل النهر في مكان المعركة؛ و لسان حالها بقول طالما توجد مركة حتماً نحن المستفدين ما حنقيف مع جانب معين و لكن سنفوز بالغنائم؛
الجواميس سارت في الطريق الرسمته الاسود؛ و من دون سابق انذار داهمت القطيع لبوة؛ و عند تركيز القطيع معها داهمته لبوة من الجانب الاخر؛ و حصل إرتباك في خطة الجواميس و بعض الفرسان تركوا اماكنهن و اتجهوا نحو أحد اللبوات؛ و تاني ظهرت لبوة و لبوة و لبوة من مكان مختلف؛ وزأر أسد،وظهرت أسود.
قطيع الجاموس عرف انه في ورطة و المكان غير مناسب لادارة المعركة؛ فكانت التعليمات بالانسحاب السريع؛ الجاموس تمكن الفرار؛ و لكن تمكنت لبوة من عزل عجل جاموس صغير؛ اللبوة مسكت العجل من رجله الخلفية؛ و بالرغم من ضعف العجل لكنه رفض الاستسلام؛ العجل يصارع و اللبوة تحاول الامساك به؛ فبزل العجل كل ما وسعه و سحب اللبوة نحو النهر؛ و كانت التماسيح في انتظاره؛ التماسيح امكست رجلي العجل الامامية و اللبوة و أخواتها ممسكين أرجل العجل الخلفية؛
التماسيح ما قادرة تدخل العجل للنهر؛ و اللبوات غالبها إنتشال العجل خارج النهر ؛
اللبوات بكل قوتها و كثرتها ما استطاعت؟
و التماسيح بضخامتها و جبرتوها ما قدرت؟
الجوا ادركوا بأن برة يحدث شيئاً ما؛
والبرة عرفوا ان داخل الماء في سر دفين؛
لمن ديل كشفوا لديلك اكتشفوا بعضيهم و كل واحد انشغل بالتاني و هم بمواجهتهظ و كلهم ارخوا قبضة العجل و قبل المواجهة تفاجأوا بوصول مقاتلين الجاموس ليخلصون العجل سليم وسط دهشتهم جميعاً؛ هذا الفيلم يحدث معنا الان؛ امريكا و الامارات و السعودية و مصر يريدون حماية مصالحهم هنا بقدر الامكان؛ فهم يدعمون و ينتظرون الثمرة باسرع ما يمكن؛ فاستعجالهم قد يقود لعواقب وخيمة كما حصل في اليمن؛
القاسم المشترك بين هؤلاء كراهية الاسلاميين و لكن (ترامب) يحترم (أردوغان) و اردغان يدعم الاسلاميين؛ اردغان يمتلك اقوى جيش في حلف الناتو و ترامب عامل حساب لذلك؛ اردغان حليف لروسيا وايران و ديل كلهم عكس المعسكر الامارتي غير مستعجلين و شادين حلتهم في نار هادئة؛ دهاء اردغان يظهر في صداقته مع سوريا و عدم صدامه معها في ليبيا و هم فيها اعداء
حميدتي و البرهان محتاجين لحاضنة سياسية؛
و حمدوك داير حماية عسكرية؛
فحميدتي في قطاع الشمال قد يجد ما يريد؛ و البرهان ضالته في الاسلامين؛ و حمدوك شايف الحلو و التدخل الأممي قد يحموه؛
و انحنا الشعب المسكين كعجل الجاموس الواهن ماسكنا غلاء الأسعار من ايدينا و السيول من كرعينا فهل ينتبه الغلاء و السيول لبعضيهم و يتواجهوا و وقتها يأتينا الدرت راجع بخيراته فيخرجنا من فلسنا و غرقنا لبر الامان؟؟؟ ام تتقاسمنا الاسعار و السيول و كل منهم يحتفل بنصيبه و نضيع نحن؟؟؟
خروجنا من ضيقنا دا يكون في اتحادنا و توحدنا و سد أي ذريعة للتدخل الاجنبي ؛فما في دولة بتدعمك بدون مقابل؛ فكل الدعومات من أجل ان نتصارع و نترك ارضنا بكر لهم؛ فإن وعينا الدرس و ابتغينا بناء وطننا فعلينا بتفكيك كل الجيوش الطائفية و حل الأحزاب الوهمية و نشكل صندوق كالجواميس قوينا يشيل ضعيفنا لنبنيهو البنحلم بيهو.

تعليقات
Loading...