ناجي فرح يكتب: إغلاق الكباري ينافي شعارات الثورة.

زاوية شوف أخرى:مرايا برس.

ثورة ديسمبر المجيدة قامت لتناهض كل الظواهر السالبة والظلم الذي اكتوينا به ثلاثة عقود، هي ثورة وقودها الوعي وزادها السلام ومطلبها الأمن الذي يحققه شعارها،(حرية سلام عدالة).
كيف نطلب أو نطالب بشيء ونحن نمنعه عن بعضنا، ونقوده لألا يكون بيننا لا سلام ولا كلام، ونكون أول من خرق مطلب العدالة.
فالعدالة ليست فقط أمام المحاكم، العدالة سلوكا ننتهجه ونغرسه فينا وفيمن حولنا حتى يتفيأ الوطن ظلاله.
حديثي هذا لا يعني عدم الاعتراف بالمطالب، بالعكس ان هذه المطالب التي نسمع عنها لا تساوي شيئا أمام المطلب الذي يعبر بنا من الظلمات الى النور.
و لطالما نحن دعاة للسلام والحب والخير، يجب ألا نلجأ لقفل الطرق القومية أو الداخلية حتى للتعبير عن مطالبنا، و نحن نعيب على السلطات الأمنية قفلها للكباري والشوارع الداخلة لوسط الخرطوم، ايا كانت اسبابها، فهي لا تمتلك الحرية المطلقة لفعل ذلك، لأنها أضرت بمصالحنا، و حدت من حرياتنا، وهي توصل رسالتها، أو تقوم بواحب لها كما تقول.
في اي مكان كنا يظل صوتنا عاليا كما الرعد في عز الخريف، وفي كل مكان نوجد من خلال اخوة لنا يحملون همنا وهم ايصال قضيتنا لمكانها.
في زمان غير هذا كان يستخدم قفل الطرقات أو الإحتشاد أمام مقار المسئولين لإيصال صوتنا لهم ليعلموا بقضيتنا أو نسلمهم مطالبنا المكتوبة يدا بيد.
هل نسلك ذات الطرق التي كانت تستخدم حينما كان يعز الإتصال والتواصل، بل والتنقل حتى، ولا يعلم المسئول ماذا يدور، ونحن في عصر لا تقف فيه مسافة بينك وبين اي مسئول ولا والمسئول عنه، ولا أي مسافة بين بعضنا البعض لنتحد و نقف وقفة رجل واحد ونرسل مطالبنا مكتوبة عبر القنوات الاعلامية ليعلم بها القاصي والداني.
يجب ان يحدث سلوكنا عنا، ويعبر عن شعاراتنا، و أن نستخدم ادوات عصرنا التي نجيدها لنهزم كل من يعتقد أننا مازلنا نستخدم ذات الادوات والسلوك الذي يعرف كيف يحطاط له، وكيف يستخدمه ذريعة ضدنا.
ماذا لو احتشد كل أهل حي ومدينة واصطفوا على جنبات الشوارع الرئيسية التي تتوسط أحياءهم في كل أدب و سلوك حضاري ليتيح الفرصة للكبير و الصغير، الذكر والانثى، ألا يفوته قطار المشاركة وكل يحمل لافتة في يده يقول فيها ما يشاء.
كل ذلك في ساعة محددة، تعم كل السودان تدعى لتغطيتها كل وسائل الاعلان الداخلية والخارجية، و يوثق لها وتبث من ملايين الهواتف النقالة، وبذلك نقطع دابر التفلت الممنهج حيث أن كل أهل حي في حيهم، كما و نفوت الفرصة على الذين يستهدفوننا ويجروننا الى مواجهة الآلة القمعية ونحن عزل و هم يحيكون الحيل والدسائس ليقولوا أننا نتسبب في إنفراط عقد الأمن وبناء كولومبيا جديدة، ليعود من في خلده العودة على ظهر الدبابة.
أنتم أكبر من أن تنطلي عليكم الحيلة، وأنتم أقوى من أي سلاح ان ذهبتم لسلاح العقل

تعليقات
Loading...