ناجي فرح يوسف يكتب: من يعبث بأمننا.

زاوية شوف أخرى.

نسمع في كل يوم خبر مفجع، وكل يوم يغادر فيه الأمان والأمن مكان.
نفس النار و الشرارة ونفس الوقود الذي هو الشعب السوداني.
هل كل ذلك من اجل إسقاط الحكومة المدنية؟ فإذا سقطت الحكومة المدنية فليسقط معها المجلس العسكري ليلحق بعرابيه الذين مازالوا يقودونه الى أعماق الأسن والمحن والإحن والفتن.
إذا فشل مدني عباس مدني وفشل اكرم التوم وفشل البدوي وفشلت آمنة وفشلت قحت، فقد فشل المجلس العسكري، وهذا يؤكد لنا أنهم ليسوا إلا لجنة البشير الأمنية.
المشاكل التي تسيطر على البلاد الآن كلها مشاكل أمنية،أراض مازالت محتلة و العسكر يتسكعون في أروقة القصر الجمهوري، ويمتطون الفارهات، أناس يبذرون الفتن وجهاز المخابرات ينتظر إشارة من صلاح قوش، وفوضى وتفلت أمني والشرطة كأن الأمر لا يعنيها.
فإذا سألت شرطي المرور عن الفوضى المرورية يقول لك (مش دي المدنية الدايرنها) والمواطن الساذج له نفس الرأي وأصحاب المصلحة في الفوضى يمتطون عقول هؤلاء و أولئك.
المجلس العسكري، أو ما كان سابقاً لجنة أمنية للبشير، هو على رأس مجلس السيادة، بل يفاوض في الحركات المسلحة و يمسك ملفات التطبيع والإقتصاد وكل مفاصل الدولة.
ألا يستطيع القائمون على الأمر من معرفة من الذي يحدث كل هذه الربكة؟؟
إن كانوا لا يعرفون فهم جميعاً ليسوا جديرين بمواقعهم ومناصبهم، فليغادرونها في الحال.
وإن لم يغادروها، ولن يغادروها، فهذا يعني أنهم يعلمون ولا يستطيعون فضحه، ولا يستحي الإنسان إلا من فضح نفسه.
ماذا يستفيد المجلس العسكري من أن تجوع أية ولاية ويموت زرعها وضرعها وإنسانها لأن واليها قال أن يرجع العسكر لثكناتهم، وهل العسكر هم أنبياء حتى لا يتحدث عنهم الناس؟، وهل رجوع العسكر للقيام بأدوارهم التي تعسكروا من اجلها يعد جريمة عقابها موت شعب باكمله؟؟
وهل وجود العسكر في السلطة لخدمة البلد وتوفير العيش الكريم لإنسانها، أم ليحددوا من يخدم الناس.
واذا كان المجلس العسكري يسعى لأن يطبع مع إسرائيل، فلماذا لا يطبع مع الذين يجلسون على كراسي السلطة المدنية وهم أبناء هذا الشعب الذي تسعى إسرائيل للتطبيع معه، حتى ينعم بالأمن والخير والرفاه.
أيها المجلس العسكري بكل جبروتكم الزائل هذا، لا يغرنكم بالله الغرور، ولا تغرنكم سلطة باتت في أيديكم على حين غرة، و لا تغرنكم محاور خارجية تزين لكم أفعالكم كما فعل ابليس مع ابيكم آدم.
فأكثر مما تملكون أو تحلمون بإمتلاكه قد كان لغيركم وما نفعهم شيئا، فلم يتركوا لهم سيرة حسنة في الدنيا ولا إلى الآخرة ذهبوا وهم مرضي عنهم.

أوقفوا هذا العبث فالطفل الرضيع يعلم مايدور في الأضابير، والذين تتعاملون معهم في الخارج لا ينظرون اليكم الا مثل مكان قضاء حاجة تنتهي مهمته بإنتهاء الحاجة.
الدم السوداني أغلى من أن يهدر واللحمة الوطنية لن تتبعثر بهذه الترهات، فالشعب أقوى وأكبر من هذه الإحن، والعرجاء لمراحها.

تعليقات
Loading...