نوال خضر تكتب:إغتيال أنثى.

دموع الورد :مرايا برس

يقولون أن كل أنثى هي إمرأة ولكن ليست كل إمرأة أنثى، وكلمة أنثى مفردة واحدة مركبة من الجمال، الجاذبية، السحر ، الغموض ، القوة وأحياناً الضعف او بعبارة أخرى الضعف القوى، لذلك الأنثى كائن مفرط الحساسية تجاه ما تسمعه من عبارات.. وهي كائن يتعامل بالمشاعر ويثير المشاعر، لذلك كثيراً ما نسمع عبارات على شاكلة هذه المرأة طاغية الأنوثة وهذا بالضرورة لايعني أن تكون هذه المرأة ملكة جمال الكون.
فالأنوثة ليست كالجمال تقاس بالسنتمتر ولكنها شئ مثل قوة الجاذبية المغنطيسية يختص بها الله نساء دون أخريات، لذلك لابد من التعامل مع الأنثى ككائن مريح رقيق يستحق المعاملة برفق ودلال، وبالنسبة لي لفظ الأنثى ذا دلالة خاصة بل ممعن في الخصوصية عكس لفظ المرأة فهو أشمل يحتمل كل الصفات التي يمكن أن تحملها النساء من كون الواحدة منهن أنثى، أم، أخت، زوجة… الخ
والمرأة قد تكون باردة حيال بعض العبارات بحيث تمر عليها مرور الكرام، او تسمعها بالأذن اليمني لتخرجها بالأذن اليسرى، ذلك أن لها وظائف في الحياة تتطلب هذا البرود حتى تستطيع أن تؤديها، اما الأنثى فتجرحها بعض العبارات وتغتالها أخرى لتصبح بعد ذلك مجرد إمرأة تؤدي دورها في الحياة بحرفية عالية ولكن دون إحساس.
لذلك الرجل الذي يريد من أنثاه أن تكون مفعمة بالأحاسيس والمشاعر يجدر به أن يكون حريصاً على إنتقاء العبارات التي يخاطبها بها وإن أخطأ فله أن يتحمل وزر اغتيال تلك الأنثى فالقتل بالكلمات يشعل الحرائق في داخلها لتصبح كتلةً من اللهب تتصاعد أنفاسها مثل تصاعد الدخان وتخرج من جوفها لهباً مثل التنين غير قابل للأطفاء، الماء عندها مثل الوقود يزيد ما بداخلها إشتعالاً، جرحها ينزف دون دم ورصاصتها قاتلة دون إزهاق الروح.
الأنثى لا تقبل إغتيال إنوثتها بعكس المرأة التي يمكن أن تعيش مع رجل يخاطب إمراة غيرها وفي هذه الحالة تكون هذه المرأة حطام أنثى او قل هي أنثى تم اغتيالها مع سبق الإصرار والترصد، المرأة كائن يقبل القسمة على إثنين او ثلاثة بينما الأنثى كائن لايقبل القسمة إلا علي نفسه، لذلك يمكنني القول إنه وراء كل إمرأة محطمة او وراء كل حطام أنثى رجل وهذا عكس المقولة المشهورة (وراء كل رجل عظيم إمرأة ) وفي تقديري أن هذه المرأة التي استطاعت أن تقف وراء ذلك الرجل العظيم هي أنثى غير منقوصة الأنوثة حظيت برجل عرف قدرها فحفظها واحسن إليها فلم يكن جزاء الإحسان إلا الإحسان.
ولأنه لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان ليأخذ هذا الشخص بالذات دون سواه، ولأن الموتى لايعودون ليخبرونا عما واجهوه بعد موتهم يظل الموت أكبر الغاز الحياة ذلك أن سر الموت في خروج الروح التي هي من أمر ربي، اما الموت المعنوي أو القتل المعنوى فيمكن لضحاياه أن يسردوا لنا الكثير عنه وأن يألفوا لنا كتباً عما عانوه من ويلات إغتيالهم معنوياً، وتظل الأنثى هي الكائن الأكثر قدرة على التعبير في مثل هذه المواقف، لذلك دعونى أقل أن إغتيال الأنوثة فن لا يتقنه الرجال الأذكياء، فليس من الذكاء أن يقضي الإنسان على أسباب سعادته ليحولها إلى أسباب شقاء له.
نبض الورد
الرجل
الحقيقي ليس من يغري أكثر من إمرأة.. بل الذي
الذي يغري المرأة نفسها أكثر من مرة.

تعليقات
Loading...