نوال خضر تكتب:هؤلاء مسؤولية من؟.

دموع الورد:مرايا برس

بعيداً عن الواقع الإقتصادي المأزوم نحن نعيش في ظل حكومة يفترض أنها مدنية، والحكومة المدنية تؤسس للدولة المدنية التي تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث يتم ضمان حقوق كل المواطنين، وتعتبر الثقة كذلك من مبادئ الدولة المدنية، كما أن الدولة المدنية لا تؤسس بخلط الدين بالسياسة ولاتعادي الدين او ترفضه بل ما ترفضه هو إستخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية وهذا يعني أن الديمقراطية هي الأساس ، هذه هي مفاهيم الدولة المدنية فهل ياترى وصل الشعب السوداني مرحلة من الوعي ليدرك حقيقة هذه الدولة وما توفره من حريات للفرد والجماعة؟ الإجابة بالنسبة لي لست أدري !
كذلك مفهوم الحرية للمواطنين والمسؤولين على حد السواء ماذا يعني ، فالأصل في حرية الفرد أنها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .
ولكن ماذا حل بنا هل الحرية والمدنية لدينا صارت أن يتصرف كل فرد (على كيفو ) وكأنه يعيش في عالم لوحده وبالمقابل تنسحب المؤسسات والجهات الرسمية من القيام بواجاباتها بحجة أن هذه هي الدولة المدنية ، وإن كان الأمر كذلك فإن هذه ستكون طامة ومصيبة كبرى ستوردنا موارد التهلكة في المناحي الأخلاقية والفكرية ، مادعاني لهذا الحديث تلك المناظر المستفزة لعدد كبير من المشردين من الجنسين بشارع القصر ، وشارع القصر كما لايخفي على الجميع شارع حيوي ويمثل واجهة من واجهات العاصمة ولا ادري أين المحلية من هؤلاء ليس من منطلق مسؤوليتها تجاههم ولكن من منطلق مسؤوليتها تجاه المناظر التي تشوه وجه العاصمة وطرقها.
الذي يمر بشارع القصر من بدايته عند معمل إستاك يرى مجموعة من الشباب والشابات يعيشون حياتهم على قارعة الطريق ويمارسون طقوسهم دون أدنى إهتمام لنظرات المارة ، وقد سألت نفسي أين كان هؤلاء في سابق الزمان وهل من حقهم أن يعيشون حياتهم على قارعة الطريق يتعاطون ما يغيبهم عن الوعي ، يضحكون ويختلفون ويتنابزون على مسمع ومرأي من الجميع (وهم ولا على بالهم) كأنهم يعيشون في كوكب منعزل ، مثل هذا التواجد وبهذه الكثافة يشوه صورة الدولة المدنية التي نحلم بها فليست هذه هي الحرية التي كنا نطمح لها والتي أزهقت من أجلها أرواح طاهرة وعلى الجهات المسؤولة من مؤسسات التنمية الإجتماعية ووزارة الرعاية الاجتماعية والشرطة القيام بواجبهم تجاه هذه الشريحة، فهؤلاء في نهاية المطاف مواطنون في هذه الدولة وهم طاقات شبابية لو تم إيواءهم وإعادة تأهيلهم يمكن بعد ذلك أن تتم الاستفادة منهم في بناء الدولة من خلال مشاريع الزراعة وغيرها وبالتالي يمكن إدماجهم في المجتمع ، فبدلاً من أن يكونوا معاول هدم يمكن أن يكونوا أدوات بناء .
نبض الورد
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
وطن شامخ وطن عاتي
وطن خير ديمقراطي

تعليقات
Loading...