نوح السراج يكتب : في الذكرى ال (17) لرحيل الهرم الإذاعي أحمد سليمان ضو البيت.

الخرطوم :مرايا برس

صادف امس السبت الموافق 24/7/2021 مرور الذكرى السابعة عشر لرحيل الهرم الاذاعي احمد سليمان ضو البيت .
في صبيحة يوم الاحد الموافق 24 / 7 / 2004 رحل عن هذه الدنيا الهرم الإذاعي احمد سليمان ضو البيت , اثر علة مفاجأة , حيث كان يمارس عمله بالاذاعة كالمعتاد قبل يوم من وفاته , وفي صبيحة اليوم التالي وعندما حانت ساعة الخروج من منزله قاصدا الاذاعة فارق الحياة , فوقع خبر وفاته كالصاعقة على حوش الإذاعة والتلفزيون , لانه كان بالأمس القريب معهم , لكنها مشيئة الله ولا رد لقضائه والحمد لله , يعد ضو البيت من جيل الرواد الإذاعيين جيل العمالقة الذين ازدانت بهم اروقة الاذاعة السودانية , واضفوا على برامجها القا وتوهجا وجمالا عبد الرحمن احمد محمد صالح – ذو النون بشرى – علم الدين حامد – عبد الوهاب احمد صالح- ابوبكر عوض – حمزة الشفيع – عمر الجزلي وغيرهم .
من مواليد سنجة ولاية سنار في العام 1934 , نشأ في مدينة ابوحجار بالقرب من سنجة , تلقى تعليمه فيها حتى المرحلة المتوسطة , ومن ثم انتقل الى الخرطوم ودرس الثانوي فيها , ومن بعد التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم كلية الاداب , وبعد تخرجه منها عام 1960 التحق بالاذاعة .
تنقل في بداية مشواره الاذاعي في عدد من الاقسام , وتدرج من العمل كمذيع ومحرر للاخبار – و ما بين العمل في الاذاعة والتلفزيون , تقلد العديد من المناصب هنا وهناك , في التلفزيون عمل كبير المذيعين في العام 1980 – 1985 , ومدير لادارة الاخبار 1990 – 1991 , وفي الاذاعة عمل مدير لاذاعة ( وادي النيل ) بالخرطوم 1991 – 1994 , ثم كبير المذيعين 1994 – 1995 , ثم مدير لادارة الاذاعات الموجهة 1996 – 2004 .
أسهم في تأسيس عدد من الإذاعات الولائية , ثم عمل مديرا لإذاعة القرآن الكريم , ومديرا لاذاعة سنار , كما عمل مستشارا اعلاميا لولاية سنار .
تميز احمد سليمان ضو البيت بحنجرة مميزة ومخارج حروف قوية ولغة محكمة وادء سلس وسهل , فشغل الناس بصوت رجولي صادق , قدم العديد من البرامج السياسية والاخبارية , ولم يقفل البرامج الدينية , وقدم برنامجه الشهير ( مدرسة النبوة ) , هذا الى جانب العديد من السهرات التي تبادل تقديمها في الاذاعة والتلفزيون .
اضاء الطريق بخبراته وامكاناته وقدراته للاخرين , والامر اللافت لانتباه الجميع هو مقدرته الفائقة على الصبر والتحمل , خاصة عندما كان يدرب المذيعين الجدد , حيث كان يجلس اليهم بالساعات الطوال في سبيل نقل خبرته المتميزة دون من او اذى , فكان أستاذا بحق وحقيقة ومدربا للمذيعين , نهلوا من علومه العلم والمعرفة , حيث كان يوصيهم دائما بالإستزادة من العلم والمعرفة بالقراءة , فساروا على نهجه , فأصبحوا بفضل الله وبفضله نجوم ساطعة اضاءت أثير الإذاعة والإذاعات الولائية الاخرى بالدرر والألئ , ولذلك كانت الإذاعة تستعين به في تقييم عمل المذيعين , ومن ثم اعطائهم دورات تدريبية في مجال الأداء والإلقاء .
كان ضو البيت متواضعا , لم يبهره بريق الشهرة التي عمت القرى والبوادي و عبرت الحدود , كان يمشي بين الناس كواحد منهم , كان مثالاً في كل شيء عفيف اللسان , كان يعطي لقب أستاذ للصغير قبل الكبير , كان ينادي ( المراسلة ) بلقب أستاذ امعانا في الإحترام والتقدير للاخرين , بصرف النظر عن الموقع المهني , ولذلك احبوه اهل الإذاعة والتلفزيون , ولم يكن غريبا ان يطلقوا عليه لقب ( شيخ العرب ) بعد ان كان يعمل بصدق وإخلاص لفض النزاعات التي تحدث بين زملائه بالحكمة والكلمة الطيبة .
عرف عنه الإتقان في العمل والتفان فيه , لذلك طبقت شهرته الافاق واصبح عنوانا للنجاح والتفوق .
هكذا كان ضو البيت شخصا هادئا , ولهذا ذهب عن هذه الدنيا في هدوء , فخبأ نجم في سماء السودان , قدم اعمالا ستظل خالدة على امتداد التاريخ الانساني , وبرحيله فقدت الاذاعة علما من اعلامها البارزة ونجما من نجومها , فضو البيت فلته اذاعية اشك انها يمكن ان تتكرر ثانية , رحم الله احمد سليمان ضو البيت رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.

تعليقات
Loading...