واصلة عباس محمد نور تكتب:السفر إلى زمان سابق.

أمسكت بهاتفي بغية رسم بعض الأحداث التي نعايشها وعلينا النظر إليها بزوايا أهل القلم والرأي.. ففي عالم صاحبة الجلالة الرسم بالكلمات يكون أجدى وأنجع ومن ثم يمكن تحويلها إلي لغات الإعلام المتعددة توسعة للدور المناط بأهل السلطة الرابعة.. تمعنت كثيرا في تلك الحياة التي أضحت حالكة السواد ننتظر بزوغ الفجر كل يوم ولايأتي مبشرا بصلاح الحال.. باتت امانينا أسمالاً نرتديها فتزيد واقعنا قتامة… وضعت هاتفي جنباً وأنا أهمم *(ما فينا من جراحات وثقوب لايحتمل جسد الوطن منها المزيد…)* برهة ووجدت نفسي بلا سابق موعد ابحث في مجموعات التواصل الإجتماعي في هاتفي علني أجد مايشعرني بدافع يجعلني أستمر في ممارسة مهنتي.. مررت على الكثير منها ولكن لم تخلو من قتامة وسراديق الحزن تنُصب في أركانها وحتي المشاركات بها كأنها تكمل صورة الواقع المحزون بأصوات تعلو وتهبط ثم تعاود وهي أكثر إرتفاعا.. لم يكن هناك مفراً إلا السفر إلى زمن سابق… وإلي تلك الحقبة الجميلة التي أحاول جاهدة أن أجدد بها هواء الواقع المحزن بإستنشاق هواءاً يفيض نقاءاً وصدقاً فكان *( الزمن الجميل)*… بالرغم من أننا تبعثرنا على خارطة الدنيا تتقاذفنا المطارات والمؤاني على تخوم القارات والمناخات إلا أننا إجتمعنا يحفنا الماضي الجميل نحسب أنفسنا كأنما تجمعنا صفوف الفصل وطابور الصباح وحصص النشاط الأدبي التي حملناها أحلامنا وأمانينا وأودعنا فيها سنوات لاتقل عن طهر ونقاء الملائكة عايشناها ببرامج لاتتجاوز الديار والمدرسة نسعي جاهدين بتغيير مسار الطريق إليهما ولكن لم تكن المحصلة التي عرفنا لاحقاً ( أن كل الطرق تؤدي إلي روما) ذاك الحنين والألق الذي يعلو عباراتنا وسمرنا هو ذاك الذي كنا نفعله وسنوات العمر الطرية وإن إختلفنا وتعاركنا وتخاصمنا نعود أكثر وداً وحباً… الهروب إلى زمن سابق هي دعوة أرسلها إلي كل من تاهت خطواته في دروب الحياة وتعذبت خواطره من رهقها وبؤسها.. كل ماعليك أن تفعله أن تشد الرحال إلى تلكم السنوات السابقة ستجدونا المأمن والملاذ…
شكرررا لجميلات الزمن الجميل وقد تحققت الأماني وتعالت المؤهلات الأكاديمية وتبؤاتن المناصب الرفيعة وتعددت الوظائف الفخيمة ولكن بقيت جسور التواصل كماكانت في السابق أكثر محبة وشوق يمتد من كل بقاع الأرض التي تقاسمتن ولكن تتجسد رائعة ود المقبول ( لا المسافة ولا الخيال يبعدني منك… عارفني منك)
أعيدوا الحياة إلى مساراتكم… ضخوا دماء الصدق في أوردتكم المرهقة بلقاء الأحبة… وعيشوا لحظات الحب في الزمن الجميل..

*رؤي اخيرة*

من قال إن الأمل كف عن التحليق في الفضاء فحتماً.. أن الامل لديه بلا جناحين.

تعليقات
Loading...