واصله عباس تكتب :المسئولية المجتمعية .. حصاد السراب

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

رؤى… واصله عباس 

تظل ربوع الوطن الكبير دوما في إحتياج وشوق إلى سواعد وأفكار وأطروحات بنيها لتعلو قاماتها وتزداد مكائيل من النجاح والرفعة فلم يأتي القول المقفي عبثا حينما قيل *أن الأوطان يبنوها بنوها* ، وأن تقدم الأمم يأتي بجهد أبناءها وسعيهم الدوؤب لإرتقاء المراتب العليا وبجدهم وكفاحهم تنال بلادهم إستقلالها من الفقر والجهل ، ولهذا كان لمنظمات المجتمع المدني دورا بارزا في دعم مسيرة الدولة الرسمية بما ظلت تقدمه من مساندة ظاهرة وجلية ظهرت في كل أوجه الحياة الإجتماعية من مساعدات ودعومات وأنشطة أسهمت بصورة فاعلة في تعزيز الجوانب الإجتماعية بالدولة وكفتها شر العمل والتمويل ، وبذات القدر الذي نجحت فيه منظمات المجتمع المدني التي عجزت الدولة حتى  الأن عن سد فراغها بعد قرار الإيقاف للعديد من المنظمات عقب الثورة ، وبذات القدر لم يظهر أي دور للمسئولية المجتمعية حيث لازال المجتمع السوداني لايهتم إلا بما يخصه فقط بدأ من البيت حيث تشاهد الأسرة تهتم بنظافة المنزل داخليا ،أما الحرم الخارجي للمنزل فلايعنيها في شئ بالرغم من أن الشاهد يقول أنه يمثل إضافة جمالية للبيت وأن المدخل بمثابة بوابة عبور نحو الأسرة ، وعلى ذات النسق تجد الكثير من المحال التجارية والكافيهات تمتلئ ساحاتها الخارجية بكم هائل من النفايات ومشاهد بصرية مؤلمة للناظرين ولكنها لاتدرك أن لديها دور فاعل تجاه المجتمع ومن صميم واجبها ودورها الرسالة تجاه مسئولياتها نحو المجتمع ، وبهذه النقاط الأولية ندرك أن المسئولية المجتمعية لم تتنزل بالقدر الكافي علي المجتمع ليدرك كل شخص أنه راعي ومسئول عن رعيته وفق ماحدثنا به خير الآنام عليه ألإضل الصلاة والسلام ، ويمكن قياس الأمر علميا بإستطلاع المجتمع السوداني عن ماهية المسئولية المجتمعية؟؟. ويبقى السؤال ما المدى الذي ذهبت اليه الشركات والمصانع والمؤسسات الرسمية تجاه دوره المجتمعي؟. هل إكتفت شركات البترول بتنفيذها للمستشفيات والمدارس والمساكن الواقعة على مسار خطوط البترول في الأصقاع النائية ؟؟ وهل نجحت تلك المباني المشيدة في تحقيق الدور الذي من أجله كان بنائها ؟ وماهي الفوائد التي جنتها تلك المجتمعات من هذه البنايات ؟ وكم عدد المدارس والمراكز والمستشفيات التي إستفادت منها المجتمعات تلك؟ ..أذكر في تجوالي ببقاع السودان وفي الولاية الشمالية تحديداً شاهدت نموذجاً لمدارس فخيمة ظهر جلياً فيها التمويل ولكن رغم ذلك لايتعدي عدد طلاب الفصل الواحد عشر تلاميذ فقط وبقية الفصول الكبيرة بلا تلميذات وذلك بفعل الزواج المبكر ،،،ويبقى السؤال الم تقم تلك الشركات المشيدة بتقييم نفسها في تلك القرى النائية؟ وماهي المكاسب التي تحققت في بند المسئولية؟ وإن لم يتم التقييم فهذا يعني أن مسئوليتهم لاتتعدي تلك المنشآت التي تعُد بمثابة جسر لمواصلة نشاطها والإفلات من المحاسبة من قبل الدولة لهم.. وإن لم يكن غير ذلك لوضعت في أول بنودها العمل علي تحرير تلك المناطق من هذه العادات البالية التي أوقفت عجلة التقدم والتنمية في تلك البقاع والأصقاع..؟
مانحتاجه من المسئولية المجتمعية أن تدرك أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهذه هي دعوة للقائمين على  الأمر أن يفعلوا دورهم الأعلامي والتوسع في المجتمع وتوزيع الأدوار عليهم حتى يعلم الجميع مالهم وماعليهم ..ومن ثم تبقى بناءات المباني لاحقاً.

رؤى أخيرة

تتبعثر الحروف ولكننا ندُرك كنه مابها … حتى وإن أصبحت في مهب الريح…

تعليقات
Loading...