ياسر الفادني يكتب: الشرطة بارقيت من حداد !

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

الشرطة السودانية واحدة من أعرق المؤسسات الأمنية وحققت نجاحات ظاهرة للعيان…. شهدت بها الجهات العالمية والأفريقية والعربية و سجلها حافل بذلك وسمعتها بلغت عنان السماء ، الشرطة السودانية مشهود لها بمكافحة الجريمة وتبذل في ذلك قصارى جهدها…. بل بذلت ولا تزال تبذل المهج لتجفيف منابع الجريمة في كل أنحاء البلاد ، ظلت شامخة وفتية طوال عهود حكم سبقت إلا في هذا العهد الذي تدهورت فيه.. ليس المؤسسات الأمنية فقط بل كل المؤسسات الخدمية ، هذا العهد الذي شرد فيه كفاءات شرطية ظلما صرفت عليها الدولة عملات صعبة في التدريب والتأهيل، هذا العهد الذي زادت معدلات الجريمة….
منذ أن بزغت هذه الثورة للأسف بداءت هذه الفتية…تلبس بارقيت الحداد والأسى ، شتمت ولعنت من قبل رجرجة وهتيفة لايفقهون شيئا وليس لهم أدب ولا إحترام ،الشرطة في عهدهم نعتت بنعوت غريبة وقبيحة لكنها ضبطت نفسها ولم تتعامل بالمثل ،هدفها الحفاظ على مكانتها وعدم الدخول في صراع مع من تحميهم ، الشرطة لبست ثوب الحداد عندما لم نر طوال سنتين كاملتين أي إنجاز ولا مباني كما رأينا من قبل في العهود التي خلت وأبرزها العهد السابق الذي شهدت الشرطة فيه تطورا كبيرا وظاهرا في المنشاءات والآليات المعينة للعمل… لاينكره إلا مكابر
في شهر أو يزيد بقليل إحتسبت الشرطة اعزاء لديها ولدينا في محلية الردوم وهم يؤدون واجبهم الذي أدوا عليه القسم في كمين وضع لهم من قبل عصابات متفلته عصابات مخدرات تحمل أسلحة هاجمت جماعة من الشرطة وعددها ١٠ افراد يقودهم ملازم معه مجموعة من ضباط الصف والجنود ، استشهدوا جميعا ، يوم شؤم طل عليها وعلى كل أهالي وذوي هؤلاء الشهداء ، هذا الحادث يجب أن تعييه الشرطة جيدا وتعمل على تتبع من يأتي بالسلاح ويملكه للمواطنين ويجب على الشرطة أن تتحسب لمثل هذه المواقف وتكون حذرة وتحطاط بكل مايمكنها من فكر وجهد وتدريب لحسم هذه التلفتات بالقوة والحسم اللازمين….
الشرطة لبست بارقيت الحداد قبل يومين عندما وضعت خطتها الأمنية لحماية موكب الثالث من يونيو بل بادرت بمبادرة كريمة بأن قدمت قوارير المياه للمشاركين في الموكب لحفظ الثقة وإظهار الأمان لكن لمن ؟ لنفس الذين هتفوا سابقا ضدها بكل بجاحة( كنداكة جاءت بوليس جرى) وظلوا يترنمون بها ، فلم ينفع فيهم عربون السماحة والمعاملة التي اظهرتها الشرطة لهم في البداية واختلط الحابل بالنابل واطلقت عليهم قنابل البمبان فتحولت الشرطة من حمل وديع إلى أسد هصور ، ما آلمني هو الضحية الوحيدة في الموكب والتي لم تكن من المتظاهرين بل كانت ضحية قدمتها الشرطة في ذلك اليوم وهو استشهاد الوكيل عريف/ شرطة عثمان حسين من شرطة الأراضي وهو يؤدي واجبه بعد إصابته بطلق ناري أودي بحياته فلهم ولنا ولأهل الفقيد التعازي،
الشهيد وكيل عريف عثمان حسين حامد الذي أصله من ولاية القضارف قرية( جنان) درس فيها الأساس والمتوسطة بكساب يعرف بدماثة الخلق ويعرف بانضباطه ويعرف باهتمامه الشديد بعمله ويعرف بطيبة قلبه كماعرفت وعلمت من اهله وعشيرته (بجنان) وجيرانه بالحلة الجديدة بامدرمان ، الشهيد عثمان قتلته يد العمالة والارتزاق التي لا تريد للبلاد إلا خلق البلبة في البلاد وصناعة فتنة بين الشرطة والشعب ، الذين فقدتهم الشرطة في الردوم والعريف عثمان يجب أن يخلدوا في تاريخ شهداء الشرطة وتحفر أسماءهم بنقش من ذهب ، على الشرطة أن تفك طلاسم هذه الجرائم البشعة التي ظلت تستهدفها بأسرع مايمكن بما يكفله لها القانون في الدفاع عن نفسها ونيل حقوق منسوبيها ، …لا خير في دولة لا تحترم من يحفظون أمن مواطنيها ولا خير في عهد يلبس شرطته بارقيت الحداد ولا نقول في هذه المصيبة غير (إنا لله وإنا إليه راجعون) .

تعليقات
Loading...