ياسر الفادني يكتب :النظر من خلال خرم الإبرة!.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

من أعلى المنصة… ياسر الفادني 

لا أعتقد أن حالة البلاد السياسية والإقتصادية المتردية في حوجة لتعيينات صورية جديدة ، التعيينات التي ليس لها وصف وظيفي معروف ومفهوم في هيكل الدولة التنفيذي لا تجدي ، كان البشير من قبل يفعل ذلك وكان الهدف منها الترضية واستقطاب جهة سياسية معينة أو قبيلة أو زعيم الخ… فوظيفة مستشار ، مساعد رئيس الجمهورية، مستشار الرئيس، محافظ شوؤن الرئاسة، وزير دولة بوزارة كذا ، كلها وظائف صورية لا تفيد ولاتخدم إلا من يتقلدها فقط ولا نعرف منها إلا ركوب العربات الفارهة ولبس عباءة الدستوريين ويمكن وصفها كما يقول المكنيكية ( مساعد ياي) وعمر مساعد الياي لايصير (يايا) بتشديد الياء الثانية!
دائما هذه الوظائف المصطنعة والصورية تحدث تقاطعات في العمل ويحدث صراع بين وزير معين ومستشار إذا دخل في شؤونه فمثلا المستشار السياسي تحدث تقاطعات بينه وبين جهة أخرى ومستشارة النوع ربما تحدث تغول منها علي مهام وزارة الشئون الإجتماعية وكذلك المستشار الإعلامي مع وزير الإعلام الخ ..لذا يجب علي السيد رئيس الوزراء أن يهتم بالأمور الجوهرية التي تهم المواطن مباشرة ولا الأشياء الانصرافية التي تشبه البحث عن شليل في ليل مظلم تعصف فيه الرياح ..
حمدوك في خطابه الأخير وعد أن يحسم مسالة المجلس التشريعي خلال شهر وانقضت المدة ولم يف بوعده ، الترتيبات الأمنية التي كانت من ضمن بنود السلام لم تتحرك إلى الإمام خطوة ظلت الجيوش تتحرك في الخرطوم وضباط يلبسون العلامات والنياشين والرتب المختلفة ويصدرون الأوامر وعندما تسأل من هذا؟يقال لك الرتبة الفلانية في الحركة الفلانية ، مسألة الترتيبات الأمنية صارت احجية تشبه احجية علاء الدين والمصباح السحري نسمعها لكننا لم نر علاء الدين ولم نر مصباحه السري في ارض الواقع..
الوضع الاقتصادي المتردي مسألة جوهرية يجب كبح إرتفاع السلع التي يمكن أن يزيد سعرها كل ساعة ، زيادة الدخل القومي للفرد كيف؟ وماهي مثبتاته الانبطاح الاقتصادي وكيف النهوض منه وقوفا ، تثبيت كتف الجنيه من قبل الدولار ، كيف المعالجة؟،إيجاد خطة سريعة للتنمية وعلاج التدهور في المشاريع الزراعية ، توفير الخدمات السهلة للمواطن كلها تحتاج لكفاءات متخصصة في هذا المجال وليس مستشارين ….
التعينات الاخيرة التي تمت لا أعتقد أنها توقف الانهيار السياسي والاقتصادي ولا حتي الاجتماعي ولا تزيد إلا منصرفات الدولة على دستوريين جدد وعربات انفينتي أخري وتاجير مقار للمستشارين ومنازل وخدم وحشم وحرس وصرف مالي إضافي يدفع من خزينة الدولة ، فدعونا من المجاملات السياسية والإرضاءات لفلان وعلان والجهة الفلانية وانظروا لمصلحة الوطن بالعين المجردة الفاحصة والمتعقلة والحصيفة ولاتنظروا من خلال خرم الابرة التي لا تري الأشياء بصورتها الواضحة وتجهد العين .

تعليقات
Loading...