ياسر الفادني يكتب :كل عام…لكن لسنا بخير.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

من أعلى المنصة… ياسر الفادني 

نكذب على أنفسنا إن قلنا : نحن في السودان بخير ، العيد حل وذهب وفي النفس شيء من حتى ، السواد الأعظم من الشعب السوداني لم يستطع شراء بهيمة للأضحية، عيدوا وسط سؤال ظل يتكرر من أطفالهم الصغار البريئون الذين يقولون : بابا وين خروفنا ؟ناس فلان جابوا خروفهم ، حينها يكون الرد من الأباء هي الغصة التي تظل في الحلق لا تدخل ولا تنبلع والألم والتأثر على عدم المقدرة لإرضاء هؤلاء الصغار ، فصلاة عليك ياحبيب الله يامن حملت هذه المسؤليةعن عاتق الفقراء وضحيت لهم….
نكذب على أنفسنا إن راينا بسمة العيد في وجوه ذوي الذين فقدناهم شهداء من تاريخ مجزرة القيادة حتى الشهيد عثمان عبد القادر ابن شرقنا الحبيب الذي قتل ولم يعرف حتى الآن من قاتله ، نكذب على أنفسنا إن راينا الفرحة في محيا أسر الذين هم الآن في السجون أصحاب الرأي الآخر والذين كبروا وهللوا وهم داخل السجون وربما صلوا العيد جماعة أو منعوا من ذلك ، فمنهم من خرج ومنهم من ينتظر والذي خرج لايعرف لماذا مكث في السجن وأي جريمة ارتكبها ؟
نكذب على أنفسنا إن قلنا إن أسر الذين اغتيلوا برصاص الغدر ولم يعرف حتى الآن من الذين اغتالوهم…. في دارفور من قيادات سياسية ومجتمعية ورسمية قد عيدوا ، نكذب على أنفسنا إن قلنا إن المكلومين من أهلنا في دارفور الذين قتلوا في الأحداث القبيلية التي نشبت طوال الثلاث أشهر الماضية ومات فيها العشرات قد عيدوا ، ذلك الإقليم المضطرب الذي لم يجد وجيع طوال عقود خلت ، نغش علي أنفسنا إن قلنا أننا إقتصاديا قد عبرنا ، نسبة التضخم في آخر تقرير تجاوزت ال400 في المائة وهي نسبة تعد خطيرة في مؤشر الإقتصاد القومي ، يجب أن نصفع وجوهنا أكثر من (كف) !!! إن قلنا أننا سياسيا حققنا العدل والحرية والحكم الرشيد نحن لا زلنا في عهد لا ندر من الذي يحكمنا ؟ ومن هي السلطة التشريعية التي تمثل المواطن؟، كثر ربان سفينة هذه البلاد كل منهم يقود ويحول الدفة كيفما يرد وحيثما شاء والمثل بقول (ريسين بغرقوا المركب) فنحن والحمد لسفينتنا أكثر من ريس !
يجب على الحكومة أن تعترف بفشلها ولا تتمادى في السير في الإتجاه الخطأ ،كل شيء إنهار تماما في المركز والولايات فلا تكونوا كالنعامة تدفن رأسها في الرمال وتترك باقي جسمها للكلاب للذئاب ،ويجب إلا (نتلكك) في الطين المخلوط بالصمغ أكثر…. وحينما نحاول رفع رجلنا اليمنى تغوص الأخرى في وحل غريق ، فكل شيء في هذه البلاد يتجه نحو الأسوأ بسرعة متناهية كل يوم ، لا تجدي بعد…عبارات سنصمد او سنعبر او ضوء يلوح في آخر النفق وإن لبس رئيس وزرائنا العمامة البيضاء وصلى في مسجد الأدارسة ، فالحل في التغيير وتغيير المشهد السياسي الذي ملننا من رؤيته كل يوم وإختيار كفاءات تنشل هذا الوطن من وهدة الغرق…… وإلا سنظل….. كل عام ونحن لسنا بخير….

تعليقات
Loading...