ياسر الفادني يكتب : لا إتخرجت.. ولا عرسوني!..

العنوان أعلاه هو لسان حال فتاة جامعية تدرس بإحدى الكليات الطبية بجامعة السودان من المفترض أن تكون مدة دراستها (٤) سنوات إلا أنها الآن في السنة السادسة ولم تتخرج ومتبقي لها فصل دراسي واحد ، تتحدث بتشاؤم وهي لا تضمن هل تكمل تعليمها وتتخرج ام تكتم مرة أخري ويجمد فصلها الدراسي؟وتتعطل، أن (اتخرج و يعرسوني)..اعتقد هو أمل كل فتاة جامعية فمن حقها أن تتعلم وتتخرج وتتزوج فمعظمهن يربطن زواجهن بعد التخرج، متى أتخرج؟ سؤال ظل يطرح ويطرح بصوت قوي في هذا العهد المظلم الذي أنتهى من كل شييء في هذه البلاد حتى التعليم( لحق أمات طه )
التعليم أصبح يضحك ، عام دارسي كالمولود الناقص الذي خرج إلي الحياة بعملية قيصرية ، التحصيل الأكاديمي هذا العام ضعيف جدا لقصر مدة الدراسة و ضعف التحصيل ، الجامعات اكتظت بالدفع الجديدة… العديدة التي هي في فصل دراسي واحد، السواد الأعظم من طلابنا في الجامعات تركوا الدراسة المجهجة ومنهم من انخرط في عمل آخر وصارت الشهادة العلمية بالنسبة لهم هي ليس بهدف الآن ، ولو تحصل عليها هل يجد عملا ؟،مستقبل مظلم لهؤلاء ومستقبل كل يوم يزيد ظلاما في هذا الوطن الذي ليس له وجيع ، آلاف من الطلاب تخلفوا عن الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية العام السابق بسبب عدم إستقرار العام الدراسي الذي كل مرة يجمد شهرا او شهرين اوثلاثة ثم يعود….
مايحدث الآن في هذه البلاد وبالذات في مجال التعليم وتدهوره لم يحدث من قبل في كل الحقب التي حكمت ، لم نسمع يوما طوال حياتنا أن العام الدراسي أقل من ٩ شهور إلا في هذه الحقبة الغريبة ، لم نسمع بتكدس عدة دفعات في سنة واحدة إلا في هذا العهد ولم نسمع بتخلف الالاف من امتحانات الشهادة الثانوية إلا في هذه الحقبة ،حقبة أخذت (تملطش فينا جاي وجاي) في تعليم فلذات أكبادنا الذين نرجوا منهم وندخرهم لهذه البلاد التي نحبها، شهاداتتا الآن غير معترف بها إقليميا وحتي دوليا إلا بعد عمل( دفرة أكاديمية لها)
لا اتخرجت ولا عرسوني، هذه مقولة يجب أن تحلل نفسيا وتفكك وتعالج، وهي رسالة من فتاة جامعية فيها أسئلة لهؤلاء الذين هم في سدة حكم البلاد الذين لا يعرفون مايعملون ولا فهم لهم ولا دراية ،حكومة لاندر فيها من الكاذب ومن الصادق؟ ، فعذرا ابنتي أنت تعلمت في العهد الخطأ ليس الذنب ذنبك ولكن الذنب ذنب هؤلاء ، ياابنتي …..نحن للأسف الشديد في زمن لا يستفز فيه الحاكم لينجز ،نحن في عهد إن صحت وامعتصماه او وا تعليماه لا تجدين من يسمعك ويهب لإنقاذك ،نحن في عهد كل مرة يزداد حلكة وهلكة وشدا فمتى نرى النور؟.

تعليقات
Loading...