ياسر الفادني يكتب :مناوي هل تسمعني؟

الخرطوم، مرايا برس

مرايا برس 

من أعلى المنصة… ياسر الفادني

مني اركو مناي… او مناوي واحد من الذين حملوا السلاح ضد حكومة البشير ودخل في إتفاق معها بموجبه عين مساعدا لرئيس الجمهورية في العهد السابق إلا أنه ذهب مغاضبا من حكومة البشير وحمل السلاح مرة أخرى ، مناوي كان من ضمن قادة الحركات المسلحة التي وقعت علي إتفاقية جوبا للسلام واخيرا تحصل بموجبها علي منصب حاكم إقليم دارفور هذا مرور تاريخي سريع لسيرة هذا الرجل
بعد انطلاق ثورة ديسمبر وسقوط البشير ظل مناوي يلعب على عدة حبال تارة يميل إلي الاسلامين بتصريحات تقض مضجع كتلة الحرية والتغيير أحيانا وتجلعهم يشتطون غضبا من تصريحاته وتارة يكيل للاسلامين وابلا من الإنتقادات وظل هكذا حتي بعد أن تقلد منصب الحاكم ، مناوي راي بداية لابد له أن يلبس جلابية القومية زار عدة مناطق في السودان ورتبت له الحشود وكان آخرها زيارته لولاية الجزيرة محلية المناقل ولعله بهذه الزيارات يريد أن يخرج من اثنيته الضيقة ليكون زعيم قومي يستقطب الجمهور من كل بقاع السودان ….
إختياره حاكما لإقليم دارفور يعني أنه تحمل علي عاتقه مسؤلية عظيمة وهي إدارة هذا الإقليم المضطرب المترامي الأطراف ،الإقليم الذي به مكونات بعضها رضي بما تم في جوبا والبعض الآخر لم يرضي بها وهذه معضلة تواجه هذا الرجل من البداية ويظهر الرفض جليا من قبل المكونات التي تتبع لعبد الواحد ، هذه مسألة سياسية معقدة يجب أن ينظر إليها نظرة الحصيف ونظرة من يريد أن يكسب شعبية في هذا الإقليم فيجب أن يبدأ اولا في توفيق هذا الوضع المخل الذي إن لم يعالج يظل خميرة عكننة له ولحكمه ولولاته في كل ولايات دارفور ، في حديث لمناوي قبل يومين ذكر أن هنالك عددا من الحركات التي وقعت علي السلام لكنها انسلخت عن الإتفاق واصبحت تشكل أزمة في الإقليم.. بلا شك هذا منزلق خطير قد يؤثر سلبا علي إتفاق جوبا والأمن والسلام في الإقليم فلابد له أن يجلس مع هذه الحركات ويصلح ما أفسده الدهر بينها وبين الحكومة الإنتقالية وإن لم يفعل….يظل طنينها يزعج ولسعتها تؤذي وينصرف مناوي إلي محاحاتها وكبح جماحها ولعل هذا يؤثر سلبا علي القضايا الجوهرية في هذا الإقليم التي جاء من أجلها…
لعل التحدي الكبير الذي سوف يجابه مناوي هو التلفتات الأمنية التي ظلت تحدث منذ استلام حكومة الإنتقال سدة الحكم في هذه البلاد ،الانفلاتات التي ظلت تؤرق الحكومة وتتطور وتتمحور كل فترة إلي شكل جديد حتي وصلت حرب مدن .. واغتيالات لرموز سياسية وقبلية رسمية واجتماعية ،كل هذه الانفلاتات الملاحظ فيها أنها تبدأ قبلية بشرارة يمكن أن تنطفي في حينها لو وجدت كبار ووجدت حسم أمني من قبل القوات النظامية لكن تظل هذه الشرارة تتقد وتتقد حتي يشتد اوارها و تصبح نارا تقضي علي الأخضر واليابس وتهلك النسل والحرث ويموت أبرياء وينزح من ينزح ، مايحدث من إحتراب قبلي سببه إنتشار السلاح الكثيف في دارفور جميع انواع السلاح وسببه عدم التوعية وعدم النظر والفهم من قبل القبائل لضرورة التعايش السلمي المنشود ، على مناوي أن يجد حلا لانتشار السلاح في ذلك الاقليم بصورة وخطة محكمة ويجب ألا تكون مكررة كسابقتها ، على مناوي أن يدعوا لمؤتمر قبلي لكل القبائل في هذا الإقليم ويتواثقون علي وثيقة عدم الاحتراب وحل الاشكالات التي تحدث بالسرعة والحسم المطلوب لكي لا تزداد وتيرتها ..
اما التنمية والخدمات في هذا الإقليم قد تدهورت تدهورا مريعا وتحتاج لخطة لتنمية هذا الاقليم بالذات في المجال الخدمي كهرباء ومياه وتعليم وصحة ، الوضع المعيشي في دارفور وصل مرحلة من السوء لا يحسد عليها ،التنمية في دارفور تحتاج لدعم دولي وتحتاج لدعم إقليمي وتحتاج لدعم داخلي فلابد أن يوفر لان التنمية أساسها المال والدعم ، مناوي هذه مسؤولية عظيمة القيت علي عاتقك إما ان يحالفك النجاح إن وضعت هذا الإقليم نصب عينيك واعطيته والاهتمام الزائد في حلحلة قضاياه بالصورة التي يريدها مواطن دارفور في كل ما يحتاج….. او يسير معك الفشل إن لم تفعل ، فكفي هذا الإقليم احترابا.. وكفاه تشظي… وكفاه تخلفا….. وكفاه تهميشا …..وكفاه رجوعا للوراء …اللهم إني قد بلغت فاشهد…

تعليقات
Loading...