ياسر الفادني يكتب: من وين الزول دا جاي؟!.

الخرطوم :مرايا برس

كنت أركب بصا يتبع لشركة العقيدة…… من مدني إلى الخرطوم بعد زيارة خفيفة ونشيطة إلى ودمدني الباكية حزنا واسفا على ما آلت إليه من تردي مريع ، عندما تحرك البص تم تشغيل شاشات البص بداءنا بما أنزل الله من آيات كريمات ثم دعاء السفر… ثم محاضرة دينية للمرحوم الشيخ محمد سيد ، قلنا ماشاء الله حقيقة بص عقيدة ….وكنا ماشين كويس لكن الحكاية قلبت وبقينا نشاهد غنا ومعاهو (جبجبة كمان ) …! وصرنا نشاهد مرة إنصاف مدني ، وبعدها ندى القلعة ، وما عارف مين كدا بحري الخ…. المهم مجموعة من المغنيات سمعت ببعضهن والباقيات (اطرشني ماسمعتا بيهم كلوا كلوا )، ظللنا على هذه الحالة…. تمشي فنانة وتجي غيرا ….هكذا استمر الحال حتى وصلنا الخرطوم ، يبدو ان السواق والمضيف تخصصوا في غنا البنات وأحبوه وصار لهم برنامج ثابت في سفرهم اليومي لذا يريدون الركاب أن يحزوا حزوهم ،المهم في غناء جاد لكن الخارم بارم أكثر….
شفتوا راكب البص من وين الزول دا جاي……قص قلبنا قص …من وين الزول دا جاي… واحدة من الأغاني التي سمعت مطلعها وتابعتها ،وعلى ما اعتقد هي أغنية لمنال البدري…. ،ضحكت قليلا وتمعنت في مفردات هذه الأغنية لعل كاتبها يعبر عن حالة فقد لغائب و انتظار لعزيز له…. في قلبه مكان خاص يسكن فيه وصل حد القص ! ، ولعله يريد أن يبث لواعج الحنين والشوق للذي (جاي في البص ) وهي مفردات مدح واعجاب له ، إذن هو مشهد كتابي ووصف لحالة بكلمات بسيطة ومن حقه ان يعبر…. كل كوبليهات هذه الأغنية تمدح من هو راكب في البص ،ولعل لو قيلت له الأغنية وهو راكب في البص وسمعها وعرف أن هذا المدح يعنيه لاخذته (الهاشمية) ونط من البص واخد ليهو عرضة و طلب ايجلدوه صوط او صوطين !….
أما سياسيا نحن في انتظار من يأتي بطائرة او بص وانشاء الله حتي لوري (بس ما اجي راكب الكركابة ) لأننا سياسيا ظللنا حولين كاملين نركب الكركابة لا وصلنا….. ولا حتى استرحنا في (ام روابة )، كيف ياتي لايهمنا لكن يهمنا أن يوقف الانهيار الذي ظلت تمر به البلاد وينتشلها من قبضة قوم ظالمين، نحن في شوق وانتظار لذو القرنين السوداني صاحب التغيير الذي يبسط العدل فاما من ظلم يأخذ عقابه… ثم يرد إلى ربه ليعذبه عذابا نكرا..
الشارع الآن في إحتقان شديد وينفجر كل مرة هنا وهناك ، انفلات أمني مصاحب حدث في بعض مناطق وشوارع الخرطوم ، احتجاجات كل يوم تزيد وتيرتها وحكومتنا تضع يدها في الماء البارد، كثرت المتاريس في الشوارع وتعطلت الحركة بل صارت زحمة في الأزقة الضيقة داخل الأحياء لتفادي الطرق التي فيها تروس وتحول دون الوصل إلى مناطق سكن الراكب في عربته او عربة المواصلات… إذن نحن في انتظار الذي يقص قلبنا قص ! ونقول من وين الزول دا جاي ؟ حبا وشوقا وتلهفا ،ليبسط العدل والحرية والسلام الذي ينشده هذا الشعب الكريم المعطاء ، وإنا لمنتظرون.

تعليقات
Loading...