الرفيع بشير الشفيع يكتب :أثر حرب غزة على السودان وبقية الدول السنية (١)

الخرطوم :مرايا برس

((أعرف مسبقا أن بعض الغافلين والعملاء ، أول ما يبدأون قراءة هذا المقال، سيتبادر إلى أذهانهم أن ما جاء فيه عبارة عن ” إيمان بالمؤامرة الخارجية”، وبناء على أوهام غير واقعية، لكن ما جاء فيه هو من وحي كتب حقيقية بنت عليها الصهيونية حقائق ظاهرة متطابقة مع كل حراكها وفق ما نراه منذ ١٩١٧ والى اليوم)). 

فعلى الرغم من البطولات الحقيقية والإختراقات الخرافية التي قامت وتقوم بها حماس وغزة وابطال غزة ، وعلى الرغم من الهوان الذي حاق بنظام اسرائيل ( الصهيونية) ، إلا أن عقابيل هذا الأمر له عواقب لا تحمد عقباها ، للأمور التالية:-

أولا :
بعد أن شغلت الصهيونية العالمية ، أقوى أدعدائها التاريخيين ، (الأفغان والعراقيين والسوريين والمصريين والليبين واليمنيين والسودانيين)، وشغلت الروس والصينيين والأتراك ، وكبلت شعوبها بالحروب الداخلية والإقتصادية، فإن إسرائيل قد انتهت من مرحلة ، مسح كل القوى المتوقع أن تشارك في حرب( محو اسرائيل)، في حربها التي تسعى وتخطط لها من مئات السنين (حرب الفناء الأخيرة) ، كما اسمتها استعطافا للعالم الظالم للوقوف معها ، وفق منطوق أسفار دينية وضعها عتاة الصهاينة الذين أسسوا للصهيونية منذ سنين عددا.

ثانيا: إسرائيل تبحث عن مبرر لمحو آخر معقل سني يقاومها ويهددها كما تدعي (والمكون من غزة وحماس وحزب الله ، رغم أننا نشك في نوايا الاخير لمواقفهم السيئة في الحرب في سوريا والعراق على السنة) ، وما يظهر من ” رجفة مصطنعة في إعلام الدولة الصهيونية)، ممن يقول أن حماس أعطت إسرائيل درسا وكسرت شأفتها ، فهم نوعان ، نوع صادق النوايا يحكم على الأمور بالظاهر ، والثاني يحاول تضخيم الأمر أكثر من اللازم لإستعطاف العالم الغربي وعلى رأسه امريكا حتى تجد الصهيونية مبرر لمحو غزة من الوجود.

ثالثا :
وبقراءة دقيقة ، للمراجع الدينية – السياسية الصهيونية، وبقراءة متفحصة لأسباب تنفيذ مسرحية ضربة سبتمبر ٢٠٠١م ، وما حصل بعدها مباشرة لكل القوى المسلمة السنية ( وبغض النظر عن إسلامية هذه القوى وبعدها عن المثال السني أو قربها ، فإنها اتخذت جميعها عدو من الجنتايل وشريك مستقبلي في حرب آخر الزمان على إسرائيل )، الرجاء الإطلاع على كتاب the myth of 9/11 وكتاب Jerusalem countdown ، والذي تذكر فيه تفاصيل هذه الحرب، بأسبابها وأعدائها ضد إسرائيل وبصورة دقيقة متطابقة مع ما يحدث للعالم منذ ٢٠٠١ ومتطابقة تماما مع النظام العالمي الجديد ، والتوسعة الأخيرة لدويلة إسرائيل الصهيونية وإعادة التشكيل الجغرافي والديمغرافي والسياسي بل والتديني لمنطقتنا.

رابعا:
تعتبر غزة وعسقلان ، تعتبرها إسرائيل (الصهيونية) هي معقل حرب آخر الزمان وفق أوهام تلمودية وضعوها في سفر حازقيال هذا ، ورسمت لها هذه الحرب بعناية فائقة حتى الجيوش التي ستقاتل إسرائيل فيها من ( الجنتايل، بمن فيهم الروس والصين وبني الأصفر، يأجوج ومأجوج ومنها الجيوش الأفريقية وعلى رأسها السودان ومنها تركيا وغيرها ، كما ذكر بالضبط في آيات ذلك السفر المزورة وعليها قام النظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد وعليها قامت كل الحروب التي جسدتها الصهيونية في حقدها الأعمى من هيروشيما وتجريد اليابان من جيشه وكل ما فعلته في الروس اعتبارا من ادخال الماركسية بماركس اليهودي الصهيوني الألماني ، لإنهاء عقيدة عشرات الدول الأسلامية السنية في الاتحاد السوفيتي السابق والقيام بضرب المسملين في منطقة القوقاز (افغاتستان وتركيا وغيرهما بالروس) لضرب عصفورين بحجر ، وتمديد خطة التدمير منذ أول ساعة أعلن فيها ، الإرهاب وتفصيله على الأمة الأسلامية (السنية)، من افغانستان إلى السنة في سوريا، الى ليبيا وتونس والجزائر واليمن ، والى السودان ، وابدال انظمتها ، الوطنية والإسلام السني فيها ، بالعلمانية والماسونية والنيوليبرالية ، كما حدث في مصر ويحدث الآن في السودان ، على نار هادئة تحت رماد السودان ، بعد تأجيج الحروب المناطقية والطرفية وغزو العاصمة ، بواسطة المشروع العلماني ، العميل.

سوف يعمل الغرب بفرض المشروع العلماني( بيئة العمالة ومحاربة الدين والمتدينين والوطنيين)، وستعزز من إعادة عملاءها الداخليين الذين ينفذون أجندة النظام الشرق اوسطي في السودان من خلال المشروع الكبير لإعادة تقسيم المنطقة بما فيها السودان وفق المشروع الخاص (الربيع الأفريقي)، على السودان كجزء من المشروع المحلي الأكبر ، السودان الجديد ، والذي ينقسم إلى ربيع افريقي- افرقة السودان، ومشروع تحرير السودان من عروبته ولسانه العربي وكل ما يمت لذلك من إرث منذ قيام مملكة سنار ومملكة قري التي كان” المركز- الخرطوم”، يمثل بديلا لآخر دويلة مسيحية في سوبا” .

إنهم يحركون ملفات التأريخ الديني والسياسي والإثني علينا وينفذون ما وضعوه فيه من كذب وجور على كل العالم وعلينا، ولا تظن بقية الدول السنية في الخليج وغيره انها في مأمن من هذا المشروع الجائر.

والله أعلم ، والله من وراء القصد. 

تعليقات
Loading...