إنتهازية السياسيين

أمينة الفضل

منذ أن نال السودان إستقلاله في العام 1955م والأزمات والحروب والمناكفات بين سياسييه لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، عمد السياسيين للبحث عن تحقيق أحلامهم في الحكم والسيطرة على موارد البلاد وثرواتها. كل الذين جاؤا للحكم لم يكن نماء السودان وتطوره ضمن أجندتهم واولوياتهم، ولذا ظل غياب السودان كبلد فاعل ومؤثر في ذيل قائمة الدول.أما من حيث التنمية والبناء والتطور فلا يزال يرزح تحت وطأة الفشل والتأخر.
تعامل السياسيين مع البلاد وإنسانها بشئ من القسوة واللامبالاة وجعلوا المواطن آخر إهتماماتهم رغم أنهم يتبارون في التسابق إليه وطلب وده في موسم الإنتخابات وفي لحظات الحاجة لماله.
السياسات العرجاء هي التي جعلت الكثير من أبناء وطني يغادرون إلى المهاجر عبر مطارات العالم المختلفة،يشعر السوداني دوماً بحنين جارف لبلاده ويتمنى أن تكون مثل كل الدول التي تمتلك عوامل جذب حتى يعود اليها مرة أخرى.
إن أزمة السودان تكمن في هؤلاء السياسيين الذين استمرأو الجلوس على كراسي الحكم دون أن يقدموا للبلاد ما تحتاجه ودون أن يدفعوا ضريبة هذا الجلوس ،وأصبح كل سياسي يبحث عن دولة حاضنة لأفكاره ومحققة لطموحاته يرهن لها موارد البلاد حتى يتمكن من البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة متدثرا بقوة المال والنفوذ والقانون.
حقيقة لا يجيد السياسي السوداني سوى الحديث واللعب على عواطف الناس في حالة تمثل قمة الأنانية والإنتهازية، ثم يتساءل في غباء مصطنع، لقد ضحيت من أجل شعبي فلماذا يرفضني هذا الشعب الجاحد.

تعليقات
Loading...