الرفيع بشير الشفيع يكتب : عن عالم الطيور 

الخرطوم :مرايا برس

الذي يتمعن في منظر الطواويس الجميلة ، لا يملك إلا أن يقول ،سبحان الذي خلق الجمال ، وإلا أن يتذكر أن هذه المخلوقات هي أمم أمثالنا، وأن خلق الله ووجوده وإدارته للكون، لحقٌ مثلما أنكم تنطقون.

أخبرني أحد الأخوة المختصين في علم الطيور ، أن ذكور الطيور هي التي تتجمل، وتتفانى في الجمال وخدمة الإناث في عالم الطيور، ( بعكس طبائعنا نحن البشر، وقد خص الله الإناث عندنا بمهمة التجّمل وخاصية الجمال) ومن يومها حرصت على متابعة مجتمع الطيور وتصرفاته ومعاملاته، وقد شهدت في قناة ناشونال جيوغرافي، رحلات الطيور القاريّة التي أخبرني بها ذلك الصديق وتابعت كثيرا رحلات ملايين الذكور من الطيور الصغيرة ، من أوروبا لغابات أفريقيا قبل تغيّر المناخ بثلاث أشهر، وكيف أن الذكور تقوم ببناء الأعشاش لأزواجهن قبل وصولهن من اوروبا، وكيف أنهم يتسابقون في تجميل أعشاشهم، نعم والله رأيت بعض الذكور بعد أن يبني العش بأجمل ما يكون ، يجتهد أيضا في تجميع أجمل الأشياء والألوان ويحشد به العش ورأيت بعضهم يقوم ( بتشليع بيت منافسه) حسدا، اذا رآه أجمل من بيته، حتى لا تأتي زوجته فتقارن، بل رأيت كيف أن الإناث عندما يأتين الى الغابة بعد ثلاث أشهر تقريبا كيف أن الواحدة فيهن بين الملايين لا تخطئ بيت زوجها، وكيف أنه ينتظرها على غصن شجرة مجاورة وكيف تأتي هي لتلقي نظرة على البيت من الخارج أولاً ثم تدخل البيت وتنظر لكل جنبات البيت، سقفه وأرضيته وجنباته، ثم انها تفحص بيوت جاراتها، فإذا رأت أن بيتها أقل قيمة وجمالا (شلّعته) كله وخرجت لتجلس على غصن أيكة، وتجعل الذكر يبني من جديد ، أي والله، ربما يبدو ذلك مبالغٌ فيه ، لكن عليكم أن تتابعوا رحلات الطيور القارية في قناة ناشونال جيوغرافي او اليوتيوب.

كيف لا وقد قال من خلقنا وخلق الطيور، ربّ الجمال ( وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ)فسبحان الله أحسن الخالقين. 

تعليقات
Loading...