الزبير نايل يكتب : قدمه مع بيرن وقلبه مع ياوندي

من جبال الإلب هبط الفريق السويسري عند انتصاف النهار ملعب الجنوب بمدينة الوكرة للمشاركة في العرس المونديالي.. كلُ الفريق في تصالح مع الذات إلا المهاجم (بريل إيمبولو) الذي نزل إلى أرض الملعب وهو يحدق بلا وجه ويرقص بلا ساق ، كان في صراع بين العقل والقلب لأن الفريق الذي سيلعب أمامه هو فريق الكاميرون..

حدق إيمبولو ذو الأصول الكاميرونية في المدرجات فسمع هتاف أجداده يأتيه من أغوار بعيدة من بلاد الشواطئ والجبال مع أهازيج صيادين الباكا في الغابات المطيرة ..لفحت وجهه أنداء ياوندي الجميلة بطبول أهلها وأزيائهم المزركشة في مثل هذه المناسبات.. تكرّف رائحة طعام السانغاه الشهير في ربوع بلاده الأصل فغشيته لحظةُ حنينٍ دافق وحنَّ الدمُ لأصله.. حانت منه التفاتةٌ فإذا بنجم الكاميرون الأسطورة صمويل إيتو يجلس في مقعد رئيس اتحاد الكرة الكاميروني في المقصورة..

بدأ الفريقان النزال والفتى الأبنوسي الذي دفع به القدر ليكون في هذا الموقف يؤدي مهمة المهاجم بضمير رغم أوجاع ضميره التي انتجتها أزمةُ المَهاجر ..

وفي واحدة من غرائب كرة القدم، سجل بريل إيمبولو، مهاجم منتخب سويسرا هدف الفوز لمنتخبه في مرمى أصل منبته الكاميرون.. وقف بريل إيمبولو مشدوها زائغ العينين في المسافة الفاصلة بين الحزن والفرح ولم يعرف أيمسك فرحه على هُونٍ أمْ يدسُ وجهَه في التراب … إنها من المفارقات المذهلة عندما يكون الفوز بهذا الطعم المزيج …