الكاتبة ابتسام شاكوش تكتب قصة قصيرة بعنوان دعاء.

الخرطوم :مرايا برس

يا رب. أنت مجيب الدعاء، وأنت أرحم الراحمين .  
اللهم لا تدع الموت يأخذ “أم سلمى” حتى تتزوج “سلمى”، أطل عمرها كثيراً يا رب رحمة منك بسلمى، ستعاني سلمى من الظلم ألوانا لو ماتت أمها، فالبيت الذي تسكنان فيه، حصة رشيد من ميراث أبيه، تركهما فيه نزولا عند شرط أخيه، وسيسقط حق سلمى بسكناه لو ماتت أمها.  
لن تنتقل بعد ذلك إلى بيت أخيها “هاشم”؛ لأن زوجه مهووسة بالنظافة، تخاف الجراثيم لدرجة الرعب، ولا ترضى أن ينام في بيتها نفس غريب!  
ولن تعيش في بيت أخيها “إبراهيم” برغم اتساعه وتعدد حجراته؛ زوجته لا تحبها، وما تنفك تكيد لها المكائد.. تتهمها بالشراهة وسرقة الطعام.. وإبراهيم مغمض عينيه مستسلم دائما لإملاءات زوجته.  
ولن تسكن في بيت “خليل”؛ ابنته مصابة بالعصاب، ما إن تراها حتى تسقط في نوبة من المرض، سيطردون سلمى حفاظا على صحة ابنة أخيها .  
ولا في بيت أختها “رئيفة”؛ لأن شهامة إخوتها لا تسمح بدفع أختهم إلى الصهر الغريب، يؤويها وينفق عليها، وهم رجال ذوو شوارب!!  
   من أجل كل ذلك يا رب، أطل عمر أم سلمى، اتركها تعيش سياجاً حول تلك المسكينة التي تجاوزت عقدها الرابع، وما عادت تقدر على إحتمال الضرب والشتائم والعمل الشاق، اللهم لا تمت أم سلمى حتى تتزوج سلمى..  يارب.  
يا رب.. لا تزوج سلمى حتى تموت أم سلمى، اتركها تخدم أمها بقية عمرها، هذه الأم أضرّ بها الهرم، فقدت سمعها وضعف جداً بصرها، ما عادت قادرة على خدمة نفسها.. اترك سلمى هكذا بلا زواج، من أجل أن تقدم لأمها الطعام والشراب، تقطر لها الدواء في عينيها وفي أذنـيها، تغسل لها “طقم أسنانها”، تناولها العكاز، تقودها إلى دورة المياه، وتشرح لها ما عجزت عن سماعه من الكلام.  
 يا رب.. إن العجوز لن تعيش طويلا لو نقلت إلى غير بيتها، ولن يقبل أي خاطب لسلمى أن تأخذ أمها معها إلى بيته، ارحمها يا رب، واصرف عن سلمى كل من تسول له نفسه خطبتها، وألهم أخوتها الاستمرار في طرد كل خاطب يطرق باب سلمى  يا رب.  
يا رب.. لا تمت أم سلمى حتى تتزوج سلمى.. ولا تزوج سلمى حتى تموت أم سلمى.. وأنت على كل شيء قدير .   

تعليقات
Loading...