حسن إسماعيل يكتب :(30يونيو).. حساب النقاط!!.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

حسن إسماعيل… ٣٠ يونيو.. حساب النقاط!. 

ـ كالعادة ألح علي كثيرون بالسؤال قبل ثلاثة أيام هل ستسقط حكومة قحط بمظاهرات الثلاثين من يونيو القادمة ؟ وفي الحقيقة كنت أحتفظ بالرد خاصة إذا كان السائل يسأل من باب الإستزادة للحماس والبشرى …ولكن وفى نقاش محدود جدا قلت لبعض الإخوة :- إن مظاهرات (ثلاثين يونيو) لن تسقط الحكومة ولكن ستحدث فى داخلها (رجة)تجعلها تمضى حقبا فى طريق السقوط !!
ـ ولكن ….
ـ دعونا نتعرف على سقوط الحكومات ودرجات هذا السقوط …أين يبدأ …وأين ينتهي ؟
ـ سقوط الحكومات تبدو ملامحه كعلة ( اليرقان) ظاهرا في عيونها …حين تبدو خاملة وكسولة فى تفكيرها وتكتيكها في إدارة الأزمات من حولها ( تقطع اجازة مضحكة من رأسها)
ـ تسقط الحكومات عندما تفتقد إلى التأييد العفوي ( السماد الطبيعى) وتضطر لشراء وإدارة الحسابات الوهمية لتصرخ بحلق حامض ومقروش من خلف ( الكيبورد) ..
( شكرا حمدوك)
ـ تسقط الحكومات عندما تصبح موضوع شكوى يومية في أفواه البسطاء والمغلوبين على أمرهم
ـ تسقط الحكومات عندما تتحول إلى نكات ومواضيع سخرية من أقوال قادتها ومنسوبيها
ـ تسقط الحكومات عندما تصبح فقيرة لاتجد ماتقدمه للناس إلا فقاعات الأكاذيب الملونة التى سرعان ماتصرعها درجات حرارة الواقع الأليمة … (عدنا لحضن المجتمع الدولى ،، رفعوا عنا العقوبات ، اصدقاء السودان سيتكفلوا بسد عجز الموازنة ..سنتعاون مع الشيطان من أجلكم وقد وعدنا الشيطان خيرا ..وسنعبر وسننتصر ) …وكلما خرجت فقاعة من هذه الفقاعات غاص الناس في الفقر والعوز والمهانة أكثر …نعم تسقط الحكومات عندما لايصبح لديها غير خبز الأكاذيب ( اليابس والمصوفن ) لتقدمه للناس ….
ـ وبلغة التشريح السياسي والأكاديمي البحت …تسقط الحكومات عندما تتشقق الكتلة السياسية والإجتماعية التي جاءت بها …
ـ تسقط الحكومات عندما تصر على تقديم قيادات باهتة الفكرة ، لاتعرف الصدق ولاتجيد الكذب
ـ تسقط الحكومات عندما لاتجد ماتدفع به عن نفسها غير بكاسي الدفع الرباعى وحزب صغير يصر مثل ( قرادة حمقاء) على التعلق (بمؤخرة بقرة) نافقة باعتبار ذلك أفضل خيارات البقاء
ـ في المقابل …
ـ تبقى الحكومات …إذا شعر الناس أنها تمثلهم ..وأنها تدافع عن هوياتهم لا أن تتنازل عنها وتجعلها بضاعة مزجاة فى سوق المزايدات …يصبر الناس على الحكومات إن هي حرست نومهم وهجعتهم وحمت أعراضهم وأموالهم …ويصبرون عليها وهى تشق الطرق وتشبك أسلاك الكهرباء وتحفر آبار المياه والبترول …وان كان بالحد الأدنى من الجهد والمثابرة …يصبر الناس على الحكومات إن هي أشعرتهم بكبريائهم كأمة لا أن تذلهم وهم يرون قادتهم يفضحهم الإعلام الآخر كلما عادوا من إجتماعات ولقاءات سرية مشبوهة …يصبرون على حكوماتهم إن رأوا قادتهم مناسبين لقوالب القياس الشعبي ( الحاكم عندو ضهر وفي وشيهو قهر وبحمل السهر ،عندو خلق وإيدو طلق ) ماعدا هذا فالحكومات عندهم مثل خرقة بالية عالقة في (عود عشر ناشف) تنبو عنها أعين الناس
ـ أغلقت الحكومة الكباري وأعلنت عن عطلة ولم تستبق فى جوفها لقمة من الكذب المتخثر إلا وأخرجتها ورئيس الوزراء مثل طالب كسول تدهمه المظاهرات فجأة ..(الإمتحانات) …فلا يدري كيف يتصدى لها فينثر كل الكراسات في لحظة واحدة ..خطاب ..ثم مبادرة ..ثم اجتماع ووعود ..ثم خطاب ثم أكاذيب
ـ ستعود الحكومة عشية يوم (30) إلى مكاتبها وهى تلهث فرحة بأنها لم تسقط ولكنها ستنظر بطرف عينها للفاتورة ..فتجد ماصرفته على العسس والشبيحة ومادفعته حوافزا لجبر خاطر الأجهزة النظامية فتشد شعرها وتقرر زيادة أسعار السلع التى زادتها قبل إسبوع …وهذا يعني أنها ستظل داخل خلاط الخوف تكركر أنفاسها كصدى حبات (الرمل والخرصانة)
ـ ثم تراجع نفسها للوراء فتكتشف أنها كل هذه المدة الطويلة من الحكم لم تدخل (خيط فى إبرة ) وهكذا ….الحكومات التي تظل تدافع طوال الوقت لن تحرز هدفا …ولو منقوضا
ـ وفي المقابل …سيعود المتظاهرون …يرتبون صفوفهم ..فالأزمات باقية وفي عرقهم المزيد ومعركتهم مستمرة …فالشعوب التى تصر على الهجوم ستحرز هدفها في كسر من الثانية ….بغض النظر عن الثانية الكم!!!
ـ وستسقط ..الحكومة التي لاتجد غير مناع ووجدى صالح وياسر عرمان للدفاع عنها …
ـ ستسقط …لأن للناس فى بلدى قولهم المأثور … ( انتظر سفيه ولاتنتظر عاطل ) وهذه ( الحيكومة سفيهة وعاطلة ) ـ *حاشية*
ـ من يهمس في أذن حمدوك ..أن كلفة فاتورة تحمل ( البعثيين ) أفدح بكثير من كلفة فاتورة المصالحة الوطنية
ـ وإلا فالسقوط
ـ شفت كيف؟.

تعليقات
Loading...