حسن اسماعيل يكتب: ما الذي لم نقله لأهل بيزنطة؟..

الخرطوم :مرايا برس

ّـ نعم ما الذي لم نقله للحكام الجدد ولم يتحقق …؟ ما الذي حذرناهم منه ولم يقعوا فيه ولم يقع عليهم ؟ !
ـ ابدلنا موقعنا في معسكر إسقاط الحكومة منذ 2014م يوم اكتشفنا أن هنالك أزمة في ( البديل ) والبديل يومذاك كان يسعى لزيادة غلة القتلى بالإصرار على تحريك المظاهرات ثم الإختباء لقسمة الغنائم ..ثم (الإنقسام) أثناء معركة (الإقتسام) !! مذاك تحركنا من هذا المعسكر المنخور وانحزنا لمعسكر الحوار ودفعنا به …فعلنا ذلك في ثبات …وإصرار وعزيمة …رغم ( طقيع ) الصغار بالحجارة كما كان يمازحني العزيز محمد يوسف الدقير، وتحريض الكبار وغوغاء الجهلة والمخمومين
ـ وفي ذلك المعسكر لم نبلع لساننا ولم نختبئ ولم ندس وجهنا …وعندما قبلنا تكليف وزارة الإعلام أشفق علينا الأصدقاء وترجونا أن نعتذر ….ولكن… متى اعتذرنا عن المعارك ؟ ومتى تهيبنا المنابر؟ ومتى ابتلعنا كلمة لم نقلها ونحن على قناعة بها ؟
ـ والله الذي لايقسم به كذبا أو نفاقا لم نشك لحظة …(ولا لحظة).. إن هؤلاء القوم الذين أعرفهم جيدا إن صار الأمر اليهم لصار أمر هذه الدولة إلي ضيق وإلى عنت وإلى خوار …هؤلاء يمكن أن يصيحوا من علي (المساطب الجانبية) للملعب …هؤلاء يمكن أن يهيجوا لإضاعة ركلة جزاء ، يمكن أن يضعوا ألف خطة للمدرب وللفريقين …وهم على (المساطب) …لكنهم لايستطيعون أن يركلوا الكرة للأمام ولو لمسافة شبر واحد …(ضعف الطالب والمطلوب)
ـ قلنا إن الذى حدث ليست ثورة …ربما إحتجاجات …ولكنها ليست ثورة …فأي ثورة هذه التي يتلو بيان نزع السلطة لها الرجل الثانى للبشير ويذهب بعد أن يعين خليفته ( البرهان) ….كم هو مضحك هذا !!
ـ أي ثورة هذه التي يخرج أنصارها ..يهتفون ( تسقط تالت )؟ …الثورات أيها القوم ليست (بصلة) غفلت عنها صاحبتها في النار (فحرقت) …فحتى حوائط الجالوص لا تبنى وتهدم ثلاث مرات ….وياله من جالوص سياسي ( ني)!
ـ قلنا ان التسوية مع البشير والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية أفضل وأسلم من التسوية مع المجهول ….بالله عليكم ياقوى قحط (وصفاقيها وطباليها )…ماعنوان التسوية السياسية التي تحكمون بموجبها؟ …من هو برهان ومن هو حميدتي وماهو توجههما السياسي؟ وماهي كتلتهما السياسية؟ لماذا التحريض بالدم يصبح وسيلة لرفض التسوية الأفضل ثم التغافل عن الدم يصبح هو البوابة لهذه التسوية الهشة؟ …التسوية التي جعلت من قوى قحط مجرد ( جبارين) خواطر ووفود صلح ( وجودية) بين حميدتى وبرهان لنزع فتيل الأزمة بينهما …ما الذي كتبتموه في الوثيقة الدستورية والتزمتم به لأنفسكم قبل أن تلتزموا به للأمة والوطن ؟
ـ قلنا أن رفع الدعم بهذه الطريقة – دون ان يكون ضمن حزمة إنتاجية واضحة ومتكاملة – سيجعل الحكومة تلهث وتلهث خلف ردم الهوة لمعالجة فرق العملة بين الجنيه والدولار ثم لن تدرك هذا وقلنا أن أي استقرار إقتصادي لن يتأتي إلا بموجب إستقرار سياسي ….فما الذي لم ننصح به؟
ـ وقلنا أن توقيع السلام مع الحركات المسلحة التي هى جزء من نداء السودان والذي هو جزء من ميثاق الحرية والتغيير ماهو إلا تحايل لحيازة إمتيازات مالية وسياسية ليتقوس ظهر الخرطوم تحت وطأة هذه الفواتير ، وكتبنا هذا في مقال بعنوان ( نقل الرماد إلى الخرطوم)!!
ـ وقلنا أن أي طبخة إقليمية لترتيب معادلة الحكم في السودان ستكون (نية) وعسيرة الهضم وتصيب الجسد السوداني بإعياء تهيج المصران …فما الذي ضننا به من نصح ؟
ـ بل قلنا أخطر من هذا …قلنا على قحط ان تستفيد من الصيت الذي حصلت عليه وتعقد إنتخابات مبكرة وستضمن حظا كبيرا في الحكم وان هذا سيكسبها ثقة فتمضي بثبات نحو وضع برنامج واضح للحكم والسعي لتنفيذه بنسبة معقولة … ولكن ما الذي حدث؟ …تهيبت هذه الجيوب الصغيرة الإنتخابات فصممت وثيقة عمياء وصماء لتجلس بها علي كرسي الحكم ثلاث حجج وكلما تواتر الفشل تضخم الخوف من الإنتخابات والهزيمة فأصبحت قحط كالطفل المذنب الخائف من العقاب ويظل معلقا في أعلى ( الدولاب ) ويرفض النزول !!
ـ أذكر ..في أول مناظرة إعلامية بينى والأخ فيصل محمد صالح على قناة الجزيرة والذي وصف أحزاب حكومة الإنقاذ بالكرتونية …قلت مندهشا …أن ينتمى شخص للحزب الناصري ثم يتحدث عن صغر الأحزاب الحاكمة هذا أمر مدهش في قواعد المحاججة وإيراد الحيثيات ..أجبت يومها :- ..على العكس تماما فأحزاب المعارضة يومذاك هي الأصغر …مجتمعة أو متفرقة …وعددت أحزاب الحكومة ..وقلت إن الحركة الإسلامية هى الحزب الثالث في آخر إنتخابات والإتحادي الديمقراطي هو الحزب الثاني أما أحزاب الأمة المشاركة فهى تمثل ثقلا معتبرا في دارفور والجزيرة أبا فما هو السجل الإنتخابي للناصري والشيوعي والبعثي والمؤتمر السوداني؟ ولن نسأل عن بقية اللافتات (الفاضية) فهي مثل شواهد القبور تقف علي لحود نخرة تصلح أن تتبول عليها سابلة الكلاب الضالة …قلنا أنه إذا صعدت أحزاب الأقليات إلى الحكم في أي بلد فإنها ستفقد ذياك البلد توازنه وستفقد هي توازنها …فما الذي لم نقله عبر كتاباتنا المتواترة عن ميلاد الأزمة مابعد أبريل 2019؟ وليس ميلاد الإصلاح كما روج سحرة فرعون الذين سحروا أعين الناس واسترهبوهم …ها هي الأحزاب الصغيرة تفقد المركز هيبته وتفقده قوته وهو يترك ولاية في قامة ولاية كسلا بلا وال بعد أن هددته المكونات الشعبية هناك ليتفرغ الصغار في المركز للمعارك الصغيرة ضد وداد بابكر وعيال علي عثمان !!
ـ مع كل هذا البؤس نقول …إن هنالك خيارا أفضل من الدعوة لإسقاط الحكومة ( فالساقط لايسقط ) والسقوط قبل أن يكون مغادرة للكراسي والمكاتب ووضع المفتاح معلقا على الأبواب هو في الأساس في مغادرة الفكرة ….أقول …إن هنالك خطوة أخرى تسبق الدعوة للإسقاط …وهي الدعوة لإعادة صياغة الحوار السوداني السوداني …العودة لتأسيس منصة التسوية والمصالحة الوطنية الشاملة …وإلا فإن القادم قبل سقوط هذه الحكومة هو الدم والموت والفتنة و(الرجة) الت٢ يسقط فيها وطن …وطن …طوله 190سم ، وعريض الأكتاف، فيه بقية وسامة وكثير شقاء لاتخطئوه العين …
ـ الدعوة للحوار هذه قلناها في مناظرتنا لفيصل …قلناها والإنقاذ حية ترزق وقلناها والإنقاذ في ذمة التاريخ …ونقولها الآن …وهذه الحكومة مثل جرو تائه يتقاذفه أطفال الحلة ( من ركلة إلى ركلة) …نقولها وهذه الحكومة تسعى بعين مطفأة وتقف بنصف ساق ….فإسقاط أي حكومة ليس مشروعا سياسيا حتى ينتظر الناس ( خراجه) …المشاريع السياسية هى التي تتمخض عن الفكرة ، وتتمخض عنها الفكرة والفحل في كل ذلك الحوار ….
الحوار !!!
والله المستعان

تعليقات
Loading...