دموع الورد.. نوال خضر تكتب:زوجة فاشلة..

دموع الورد:مرايا برس

ربما يعتقد البعض أن المرأة التي يرمي عليها زوجها يمين الطلاق أو يتزوج عليها هي زوجة فاشلة.. لكن الحالة التي أمامي تعطينا نموذجاً مختلفاً للفشل في الحياة الزوجية، ذلك الفشل الذي يقر به صاحبه دون أن يرميه به الآخرون.
الحالة التي أمامي لزوجة مازالت تعيش في كنف زوجها وعلى عصمته، قضت معه تسع سنوات هي عمر زواجها منه وأنجبت له ثلاث اطفال.. من يراها يحسدها إذ يظن أن حياتها مثالية، لكنها تعترف (بعضمة لسانها) لتقول أن الحياة عبارة عن (حلو مر ) بمعنى أن فيها الحلو وفيها المر، لكن حياتها هي عبارة عن مر وحتى الحلو فيها بطعم المر، والسبب أنها وزوجها خطان متوازيان في أفكارهما ونظرتهما للحياة، وقد حاولت كثيراً أن تقرب وجهات النظر بينهما لأنها إمرأة تكره الفشل والفاشلين، وهي بحسابات من حولها إمرأة ناجحة حققت الكثير من المكاسب على الصعيد العملي والعائلي لكن زوجها استعصي عليها وعلى الحل.. طلبت منه الطلاق لكنه رجل لايؤمن بفكرة الطلاق، طلبت منه إصلاح ذات البين لكنه رجل لايحب أن تفرض عليه الحلول فرضاً.. هو شرجل يريد أن يعيش بحريته وعلى مزاجه لايؤمن بمقولة (القرش الأبيض لليوم الأسود) بل يؤمن بمقولة (أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) على عكسها تماماً فهي تؤمن بالمقولة الأولى إذ إتخذت منها شعاراً لها منذ أن أمسكت أول راتب لها، وتؤمن كذلك بالإنفاق في حدود المعقول إمتثالاً لقوله تعالى (لاتجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا) صدق الله العظيم.
هي تهتم بكل تفاصيل المنزل والأطفال وهو يجهل تفاصيلها واحتياجاتها، كانت تبحث معه عن عطف الأب وحنان الأخ ودفء الحبيب وحضن الزوج، لكنه كان لها كسلطان يريد جارية لا زوجة.. جارية تؤمن له إحتياجاته وتقدم له فروض الطاعة و الولاء فيقبل عليها حين يريد ويعرض عنها حين يكون مع جلسائه وندمائه، كرهت هذه الفكرة وكرهت كونها زوجة مع وقف التنفيذ.. او زوجة لحين إشعار آخر.
عجزت عن إيجاد حل لهذه المعضلة واعترفت أخيراً بأنها فشلت في الوصول بسفينة زواجها إلى بر الأمان وأنها تشعر بأنها زوجة فاشلة وبات هذا الشعور يسيطر عليها حتى أنها تخشى أن يؤثر على علاقتها بأبنائها لذلك هي تريد حلاً لا تكون فيه كلمة (تحملي) لأنها تحملت ما لاطاقة لها به وتحملت ما يفوق الإحتمال.
هي تسأل ماذا تفعل؟ عن نفسي ربما انصحها بالصبر والمحاولة مع زوجها مرةً أخرى من أجل أبنائها.. رغم يقيني أن ذلك أقسى ما يمكن أن تواجهه.. فالحياة الزوجية شراكة، تبادل منافع ومشاعر وأفكار وتخطيط للمستقبل، وعلى الزوج أن يتقرب من زوجته وان يتفهم إحتياحاتها ويسعى لإرضائها بقدر الإمكان فهي كائن مخلوق من ضلعه وكلما تقرب منها شبر تقربت منه ذراع، وكلما إهتم بشؤونها الصغيرة إهتمت هي بكل تفاصيله، وكلما أغدق عليها العطايا والهدايا أغرقته في بحور من العطف والحنان فهي تحتاج القليل لتعطي الكثير والكثير جداً، فهي كائن جبل على البذل والعطاء دون مقابل والتضحية والإيثار وذلك من خلال عاطفة الأمومة التي أختصت بها لذلك من السهل جداً أن ترضى الزوجة ومن السهل جداً أن تغضب.
نبض الورد..
كن لها عبداً تكن لك جارية

تعليقات
Loading...