د. خالد البلولة يكتب :حكايات ود الدايش.

الخرطوم :مرايا برس

*الكاتب الصحفي المعروف البروفيسورعبد اللطيف البونى تربطنى به اولا صلة رحم ومصاهرة وفوق ذلك محبة وصداقة وله الفضل فى إرشادى الى الطريق الصحافة منذ أواخر الثمانينات .
*البونى فى عموده الذائع الصيت (حاطب ليل ) كانت يستشهد دائما بشخصية ود الدايش فى نقده لسياسات الحكومة يقول (واقع الحكومة زى عربية ودايش لا تعرف وجهتها الى اين !)
*و يحكى ان لود الدايش عربية كثيرا ماتقوم (باللز) او الدفرة
وعندما يجتمع القوم لدفرتها يجب عليهم الوقوف( الجنبات) وعدم لزها من الخلف او الامام فهى لا تدرى الى اين تتجه ؟؟
*لوقت طويل ظننت ان البونى ابتكر هذه الشخصية من بنات افكاره وكنت ذات مرة أتناقش معه حول شخصية ود الدايش. قلت له :(شخصية ود الدايش شخصية درامية وتلفزيونية ويمكن ان يخرج منها منتج تلفزيوني مميز ،لكنها خيالية).
فقال :(ود الدايش شخصية حقيقة بشحما ولحمها ودمها، وقاعد فى قرية التى )
*فقررت ان اذهب الى (جدى) عبد الحمن ود الدايش ولم يكن بيننا سابق معرفة ، وحاولت اختبر ما يحكى عنه عمليا ،فالرجل لا يتردد ان يطلق ان لم تستقبل زوجته ضيوفه والقانون المعروف بين أفراد اسرته انه (قاعد) بالبيت غائبا او حاضرا ،يتقبل الضيف ويتصل عليه.
وبدات قصتى معه من تلك الزاوية ،انه رجل مزواج وبلغ من الزيجات تسع وتوقفت العاشرة لانه تيقن ان والد البنت التى يريد الزواج بها لا يكرم (عابرى السبيل فى رمضان )
ود الدايش له فى زواجه قصص وحكايات ،وعرف عنه ايضا المغامرة فى التجارة ،لا يتردد ان يبدل غنمًا بكومر مع فارق السعر ،او مسدسا بتيس حنيذ..
طرقت الباب جاتنى بنته ،سالتها (ابوك موجود ؟)قالت (نعم)
دلفت الى بيت متواضع به غرفتان من الطوب الاحمر وغرفة تقف بعيدا من الطين الأخضر ،وامام الباب تقف عربة كومر من زمن سحيق ،جلست فى غرفة الرجال والنهار قد انتصف والغرفة مفروشة بالرملة و مرشوشة،ولحظات اذهب فى سبات عميق . صحيت قبيل العصر بقليل ووجدته بشحمه ولحمه وصينية الغداء السودانية ( طاعمة ) حاضرة وبعد ترحاب وتعارف وغداء وشاى صاموتى ،بدا سيل الحكايات ينساب من فمه : بعضها نحتفظ بها وبعضها بين يديكم :
*تزوجت تسع مرات ،وجدى لوالدي تزوج ٢٤ امراة وانجب والدى فقط وسالت نفسى اذا لم اتزوج (ربما (تربى) انقطع والحمد لله تزوجت تسع مرات و انجبت ٣٦ منً ولد لبنت ومنهم ١٨ تحت الثرى.
* معظم زيجاتى من اهلى ومعارفى والقرى التى حولنا ،وأقوم بكافة اجراءات الزواج كاننى اتزوج لاول مرة .
* واذا أردت الطلاق قبل ان اذهب الى ابلاغ اَهلها ،اذهب الى السوق واشترى لها كل مستلزماتها كأنها زوجة جديدة وعادة قبل ان اشرع فى اجراءات الطلاق اقول لوالدها (جزاها الله خير) ويفهم ان العلاقة بيننا قد انتهت وبعد ذلك أسلمها ورقة الطلاق .
* عملت فى المباحث فى الابيض سنة ١٩٥٦م واكتشفت جريمة فى انداية اخفيت معالمها بعد دفنها داخل الانداية ووضع فوقها (مصلاية) وقيد البلاغ ضد مجهول وطلبت من المأمور يومذاك اعادة فتح البلاغ وان يكلفنى بالبحث عن الجثة ،وظللت اذهب الانداية كل يوم ولاحظت وجود مصلاية فى انداية يمارس فيها السكر والزنا والقمار فقلت :كيف لمن يمارس القمار والزنا والسكر فى هذا المكان ان يهتم بالصلاة؟ وبحثت تحت ( المصلاية ) فوجدت الجثة محل البلاغ .
* الزوجة التى لا تستقبل ضيوفى ان كنت غائبا او حاضرا اطلقها ،وهذه العادة علمتها حتى أطفالى وبناتى
اذا جاء الضيف يذهب به الى ديوان الرجال ويكرم ثم يبلغ باننى على وشك الوصول .
* لاأوافق على زواج بناتى لرجل الا بعد ان يصلى معى فرضا (ظهرا او عصرًا مثلا ) ويتناول معى وجبة (غداء غالبًا) ويتم تحديد موعد التعارف على هذا الطريقة ،
ويحكى ود الدايش جانى رجل يطلب الاقتران بواحدة من بناتى وجاء فى الموعد المحدد وجلسنا وتعرفنا وبعدها طلب الرجل الذهاب الى (المستراح ) لم يحمل ابريقا واعلم ان المكان ليس به ماء ، فقلت فى سرى (ده زول ما بصلى وزول وسخان) وعندما احضر الطعام بدا الرجل يمد يده للطعام يمنة ويسرة والى منتصف الصحن ويكابس هنا وهناك كانه لم يذق طعامًا من ذى قبل (و لا يأكل مما يليه ) فقلت هذا رجل (لهفان) ،وبعد الغداء اعتذرت لهم (مافى قسمة).
* يصفنى البعض اننى مغامر وهذه الحقيقة ، فانا أغامر فى حقى ،والحياة قائمة على المغامرة والتجربة ،استبدل عربة
بغنم ،سيارة قديمة بلورى بطيخ ،جربت كل أشكال التجارة ً
وانتهيت بائعًا للبطيخ .
*سجلت مغامرات وتجارب ود الدايش عبر حلقة فى برنامج (دنيا) بتلفزيون السودان ٢٠٠٨م وايضاً عبر برنامج (حكايات الحواري) عبر قناة امدرمان الفضائية٢٠١٣م .

تعليقات
Loading...