د. عصام بطران يكتب: قراءة الفنجان حول اتفاق “حمدوك – البرهان” !!. (1)

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس 

استراتيجيات.. د. عصام بطران

– قراءة “الفنجان” تستشرف ان استقالة حمدوك ستكون بعد مرور 60 يوما عقب عودته الى منصة مجلس الوزراء بالاتفاق السياسي مع شركاء الفترة الانتقالية .. والاستقالة المرتقبة قد كتبت بالاحرف الاولى واودعت لدى طرف ثالث ضامن لعملية الاتفاق … وان نفس “الفنجان” يكشف ان عودة حمدوك تمهيدية لان تكون سيرته الذاتية “CV” رئيس وزارة مستقيل وليس مقال من اجل رافعة يتم التحضير الدولي لها بعناية ودقة تلحق “حمدوك” بعد استقالته في منصب اممي رفيع يظل يشغله لتهيئته الى خوض انتخابات رئاسية على مستوى “رئيس الجمهورية” في يوليو 2023م على النموذج الليبي والتونسي ..
– في الاتجاه المقابل تجري تهيئة الملعب دوليا لتحجيم دور المكون العسكري وتكبيله خلال متبقي الفترة الانتقالية مع “الدوبلير” رئيس مجلس الوزراء الجديد البديل لحمدوك عبر اجراءات يتم تحضيرها على نار هادئة في ردهات الكونغرس الامريكي عبر مشروع “قانون” لفرض عقوبات على قيادات في الجيش السوداني ..
– هذا المشروع سيئ الذكر تمت صياغته بصوره ملزمة النفاذ للادارة الامريكية وتعد فرص إجازته كبيره جدا ويوجه باقرار عقوبات نحو افراد يحددهم الرئيس الامريكي بانهم يعملون على تقويض الديموقراطية في السودان .. ومسودة مشروع القانون ليس للافراد فحسب بل يمتد اثرها ليشمل اسرهم ومؤسساتهم وجميع من يتعامل معهم بصورة مباشرة او غير مباشرة ويشمل شركات القوات النظامية ومن يتعامل معها داخل وخارج السودان .. المشروع الماكر جدا سيعيد السودان لدائرة العقوبات الخبيثة … ولزيادة الكيد ضد السودان لم يتم تقديم مشروع القانون الامريكي منفردا حتي لا يتأخر في انتظار دوره في مشروعات القوانين المقترحه وفق لائحة تنظيم اعمال الكونغرس .. ولتخطي اللائحة تم إلحاقه كتعديل ليتم اجازته جزءا من قانون مخصصات الدفاع الوطني “National Defence Authorization “Act قبل ان ينتهي العام ودورة اعمال غرف الكونغرس ..
– مشروع القانون وراءه الادارة الامريكية نفسها بمساعدة من الناشطين السودانيين الذين لعبوا دورا قذرا في فرض العقوبات الاقتصادية العشرينية على السودان .. ولكن هذه المرة مستهدف به كل المنظومة العسكرية وقادتها ومقصود منه ردع القيادات العسكرية وتحجيم دورهم والتخويف من اي دور للمنظومة العسكرية يتعارض مع المطلوبات الامريكية للفترة الانتقالية ..
– قحت “1” اقرت منذ توليها السلطة في البلاد مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا” .. بالامس كانت قحت “1” تنادي حد بح الصوت بعودة حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء .. ووصلت بمطالباتها لعودة الرجل حتى مدارج المجتمع الدولي وبوابات السفارات “سفارة سفارة” .. اليوم وبعد عودة حمدوك رسميا قفزت قحت “1” قفزة بالزانة رافضة ل”المؤسس” شراكته مع المكون العسكري وكانها لم تشارك العسكر في ليلة او ضحاها ..
– تنبؤات “الفنجان” باتت تؤكد ان البيئة السياسية في البلاد اصبحت تميل نحو العنف بكافة اشكاله ولن تتورع بعض القوى السياسية الشهيرة بتجارة الدماء ان تلحق الضرر برئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك قبل تنفيذ السيناريوهات الدولية المرسومة .. والدليل على ذلك تجهيزها للمسرح باطلاق شائعات كثيفة حول مرضه عقب العودة لتكون “الشماعة” جااااهزة ..
– البلاد تمر بمنعطف خطير .. لابد ان يعي الجميع .. مواطنين وعسكريين ومكونات ونخب سياسية ومجتمعية وان المخرج الوحيد من الازمة السودانية هو الجنوح للتوافق السياسي والمصالحة الوطنية الشاملة دون استثناء او اقصاء .. وان تعمل مؤسسات الدولة بعيدا عن التجاذبات السياسية .. وليكن القانون هو الحد الفاصل بين الناس حتى يتم تجاوز عقبات المرحلة ولاتكون البلاد في مصيدة العودة الى مربع العقوبات الدولية … واخر الامر المتضرر الاول والاخير الشعب السوداني بجريرة ليس له ناقة فيها ولاجمل ولكنه الكيد والمكر والصراع السياسي المقيت.. 

تعليقات
Loading...