رسالة للنائب العام من المعتقل د. عمر محي الدين العالم

الخرطوم :مرايا برس

وجه د. عبدالرحيم العالم محي الدين رسالة للنائب العام المكلف، يتساءل فيها عن دواعي اعتقاله حيث لم توجه له تهمة ولم يتم التحري معه طوال عام كامل قضاه في السجن مع تجديد حبسه كل أسبوعين في صورة تتنافى مع العدالة.
♦️نص الخطاب….
رسالة إلى النائب العام المُكَلَفْ مولانا مبارك
السلام ورحمة الله وبركاته
نكتب إليك وقد مضى عامٌ كامل على إعتقالنا حيث لم تُوجه لنا تهمة ولم نرَ وكيلا للنيابة متحرياً معنا ولم نقف أمام أحد القضاة ليستيقين من دواعي تجديد الحبس لنا كل أسبوعين و ذلك يتنافى مع إجراءات تجديد الحبس ويظلل العدالة بظلال سياسية ورغبة في التشفي والانتقام.
كان ذلك في عهد الظالم العام السابق الذي ترجل تشيعة اللعنات وسهام الليل وقنوت السحر.
ثم جئت على قدر نائباً عاماً مكلفاً وأدخلت الأمل في نفوس المعتقلين وذلك عبر مؤتمرك الصحفي الذي أعلنت فيه انحيازك للعدالة والقانون وأنك إن شعرت في أي لحظة بعدم المقدرة على تحقيق العدالة فإنك سوف تترجل وتترك المنصب.
والآن قد مضى شهرٌ كامل ولم تحرك ساكناً ولم تصدر أمراً بالإحالة الى المحكمة أو شطب البلاغ لعدم كفاية الأدلة أو إطلاق سراحنا بالضمانة العادية.. وقد سمعنا رواية منسوبة إلى حضرتكم سابقاً مفادها: إذا دخلت السياسة بالباب خرجت العدالة بالشباك.. لم نصدق نسبة هذه الرواية اليكم لأنها تنسف استقلالية النيابة العامة والقضاء وتسيسهما وهذه وصمة عار ومنقصة في وجه أجهزة العدالة السودانية وتاريخها الناصع..فالنيابة العامة لا ينبغي أن تأخذ توجيهاتها من أحد وإنما عليها التمسك باستقلاليتها وانحيازها للقانون..
عليه والبلاغ الذي يخصنا بالرقم ٣٨/٢٠٢٠ أمام حضرتكم رغم أننا طيلة الاثني عشر شهرا الماضية لم يتم التحري معنا إلا مرتين لم يتجاوز التحري فيهما اكثر عشر دقائق.
السيد النائب العام المكلف
ربما ينصحك البعض بأن لا تتخذ قراراً في البلاغ ويبرر لك ذلك بأنك مكلف ويجب أن تترك القرار للنائب العام المعين رسمياً.. وربما ينصحك بعض بطانة السوء بأن تأخذ رأي القصر قبل أن تقرر في هذا الملف وهؤلاء يقودونك الي جهنم وسوء خاتمة خدمتك القانونية الطويلة إذ لابد أن تختمها بموقف مشرف بشرفك في الدنيا والآخرة ويشرف أسرتك ونقول لك قول الله تعالى:(يا يحي خذ الكتاب بقوة).
وإن كان لابد لنا من التذكير فإننا نذكرك بقول الله تعالى أن تحكم بيننا:
(بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ)ص ٢٦.
{ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين} /المطففين: 4 – 6/
وقوله تعالى:
(ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103)هود.
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل.
ثم أذكرك ياسيادة النائب العام بقوله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم )الصافات
(ألا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) هود.
ثم نذكرك بالحديث الشريف: (قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة)
وعند الله تجتمع الخصوم فذلك يوم لا ينفع فيه رئيس مجلس سيادة ولا نائبة ولا رئيس مجلس الوزراء ولك أن تختار إما الباقية وإما الفانية.
والسلام
د. عبدالرحيم العالم عمر محي الدين
جامعة النيلين كلية الآداب
سجين منذ ٢٩/يونيو/٢٠٢٠م
سجن الهدى امدرمان

تعليقات
Loading...