زهير الجزار يكتب : دائما هنالك قميص عثمان..

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس

– الغامض في التاريخ منذ مقتل عثمان حتى فض الإعتصام.

عندما تولى الإمام علي بن ابي طالب الخلافة كان اول ملف ساخن وضع على طاولته قضية مقتل عثمان بن عفان..
لقد استثمر معاوية بن ابي سفيان كل مكره وفكره السياسي في هذا (القميص ) اي قميص عثمان ، ليشحذ الراي العام ضد الامام على عليه السلام…
كان معاوية كلما صعد المنبر حمل معه القميص المطلخ بالدماء مخاطبا الناس ..من يأخذ بثأر هذا الدم ؟ ..
والناس يتباكون حوله يهتفون ضد على بن ابي طالب ..
ولكن مجرد ما استلم معاوية السلطة دس قميص عثمان و سكت عن فتح هذا الملف خوفا على عرشه ..
لقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ان جاءت اليه عائشة بنت عثمان مطالبة بثأر ابيها…
فرد عليها معاوية قائلا ::
(إن نكتنا اي ( هبشنا) هؤلاء القتلة نكتوا بنا ولا ندري اتكون الدائرة لنا ام علينا ..
وان تكوني ابنة عثمان امير المؤمين خير من تكوني امة من اماء المسلمين) …
(فشنو !خليك ساكتة احسن)..
وسكتت عائشة بنت عثمان..
وفي التاريخ المعاصر كثير من الاحداث المشابهة وقعت ويظل القاتل كأنه جسم فضائي..
فعلى الرغم من مرور خمسين سنة على مذبحة بيت الضيافة ايام النميري ظل القاتل مجهولا حتى اللحظة..
وفي مصر لا زال الشارع يطالب بدماء شهداء رابعة …
ومن يتابع وتيرة الاحداث في مصر بعد سقوط مبارك سيرى المشهد السياسي القادم في السودان بوضوح تام…ولقد ظل السودانيون عبر تاريخهم يقرأون من كتاب مصر وان جحدوا ونكروا ذلك..
فض الاعتصام يا حضرات السادة عبارة عن ملهاة تستخدم وقت الازمات لتشغل الراي العام .. ..
وما يثير الشفقة ان هؤلاء الساسة السودانيون لا يريدون ان يفهموا ان العقل السياسي ما عاد في حقبة الثمانيات عندما كانت الجماهير عاطفية تبكي بديماغوجيا وحنك السياسيين ..
ما اعنيه في هذا المقال تحديدا مقاربة تاريخية تنبئ بإستحالة حسم قضية فض الاعتصام الا بمعجزة من السماء.. فطالما هنالك زواج سري بين العسكريين والمدنيين سيظل فض الاعتصام ساقية مدورة في الساحة ..
فمن يجرؤ على خراب بيته؟ ..
لقد مر على مقتل عثمان اكثر من الف واربعائة سنة وتفرق دم الخليفة الثالث بين السبئبة والخوارج دون ان يحسم الامر ..
وتفرق دم شهداء ثورة ابريل بين القوى العسكرية والمدنية ..
دائما هنالك قميص عثمان..

تعليقات
Loading...