شهاب تالا يكتب : المرأة العربية الحديثة.

الخرطوم _مرايا برس

إن المرأة العربية بوجه عام تعاني من التناشز الإجتماعي أكثر مما يعاني الرجل وذلك لأن القيم الإجتماعية التي تحيط بالمرأة هي أكثر تشديدًا وصرامة من القيم المحيطة بالرجل .إن المرأة العربية أخذ وضعها الإجتماعي يتغير تدريجيًا منذ بداية تشكيل الدول العربية عقب الحرب العالمية الأولى، فقد بدأت تدخل المدراس وتتعلم و اتخذت السفور الحديث ودخلت في مجال الوظيفة و كذلك العمل خارج المنزل والمشكلة في هذا التغير الكبير أنه يصحبه تغير مماثل في القيم و التقاليد التي تخص المرأة .
ان المرأة العربية بعد أن تعلمت و خرجت من المنزل أصبحت تطمح أن تكون كالمرأة الغربية في تحررها و هنا يمكن القول بأن المرأة العربية الحديثة تقف بين تيارين متضاربين فتيار الحضارة الحديثة يدفع بها نحو الأمام بينما تيار القيم القديمة يجرها الى الخلف و ما أكثر الضحايا من النسوة اللواتي قضين من جراء هذا الصراع بين هذين التيارين .
ولا حاجه بنا هنا إلى قول إن هذا التناشز الإجتماعي لا ينحصر في مجتمعنا وحده بل هو يشمل جميع مجتمعات العالم و كلما كان التغيير في المجتمع أسرع كان التناشز فيه أشد و تلك هي سنة الله في خلقه وكونه، في كل زمان و مكان .
كان الزواج عند المرأة العربية في الماضي يقوم على أساس ” الخطبة ” اما في وقتنا الحاضر يقوم الزواج على ” الحب ” و هنا قد أصحبت المرأة العربية في مشكلة ذات حدين فهي بعد أن تعلمت أضحت تطمح الى أختيار زوجها على أساس الحب بينما يريد أهلها إن يزوجوها على طريقة ” الخطبة” ولكن بعد دراسات علمية أتضح أن ” الحب ” لا يصلح وحده لإن يكون أساسًا للزواج الناجح فإن له عيوب مثل ” الخطبة” لما كان بها من عيوب و لكن تجد دائماً المرأة العربية الحديثة لا تفرق بين ذلك بل تحاول دائماً تقليد المرأة الغربية في الزواج الذي يقوم على أساس الحب ولذلك نجد اغلب الفتيات يحلمن بزوج يحمل في شخصيته صفات ( دون جوان) في غرامياته ولكنها تتفاجأ في الحقيقة عندما تجده مثل ( حاج عليوي) .

تعليقات
Loading...