شهاب تالا يكتب :حكام الصدفة دمروا العراق بسرقة موارده.

الخرطوم :مرايا برس

عندما تقرأ عن طبيعة الحكومات المتعاقبة في العراق منذ 2003م والى هذه لحظة سوف تصدم من واقع الفساد الذي نهب هذا البلد على الرغم من الثروات الطبيعية التي يتمتع بها العراق حسب موقعه و مكانته التأريخية و لكن مع الأسف أصبح الحكم بيد أشخاص بعيدون عن السياسة و الحكم لذلك تجد مقاليد الحكم في أيدي رجال الدين ومجموعة من اللصوص الذين تتمحور اهدافهم حول سرقة هذا الشعب الفقير والذي يجدر بنا هنا أن نأخذ بقول أبو الطيب المتنبئ الذي قال :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
هذه الأبيات تصف حال هذا البلد الجريح و توضح دور سياسيو الصدفة الذين اتو بعد 2003م من مختلف بقاع الأرض بهدف حكم العراق بعد إطاحة النظام السابق بقيادة الرئيس صدام حسين بعد احتلال القوات الأميركية وبعد سقوط الحكم الذي كان مفروض على العراقيين في ذلك الوقت و بعد احتلال. دخلت منظومة سياسية جديدة في الحكم والذين بدورهم حلمو على ايديهم العراقيون كل الخير نحو التغيير و بناء مستقبل أجمل بعدما كان الظلم والحروب التي لحقت بهم جراء السياسات الخاطئة ولكن مع تقدم السنوات اكتشف العراقيون أن هؤلاء السياسيون ورجال الدين الذين جاؤونا بعيدون كثيراً عن القيم الإسلامية والاجتماعية لهذا البلد،
فكان همهم انشاء نظام رعوي في الدولة وذلك من أجل أن يخدم مصالحهم و مصالح مئات من العراقيين الذين كانوا خارج البلد والذين بدورهم أمنوا لأنفسهم ولاء ملايين من العراقيين الذين تم توظيفهم من قبل تلك الأحزاب الفاسدة لخدمة مصالحهم و مصالح أحزابهم .
و من المؤسف ان دور رجال الدين الذين دخلو في السياسة هو نشر ودعوة العقائد المذهبية و الطائفية بهدف تفرقة ابناء الشعب الواحد و زرع روح الطائفية التي بدورها تخدم مصالحهم في الحكم تحت شعار ( فرق تسد ) ونجح معهم هذا الشعار في انشاء نظام حزبي طائفي يقوم على ولاءات خارجية تخدم مصالح تلك الدول التي كانوا يعيشون فيها على حساب بلدهم. ومن المؤسف ايضا أن ترى رجال الدين في العراق حتى يومنا هذا يدعون بمطالب ونصرة أصحاب الحق الذين يأخذهم رجال الدين شماعة لغسل عقول الآخرين بقضايا ابي بكر وعلي ( رضي الله عليهم ) الذين بدورهم طواهم التاريخ في صفحاته واخذ عليهم الزمن ولكن استغلال رجال الدين لتاريخهم الذي اتخذوه وسيلة يريدون بها ان تكون أداة لنشر الطائفية بين الناس وليس أداة لنشر و تثقيف الناس. في العراق اصبح جميع العراقيين يعتاشون على الرواتب التي تمنحها الدولة للموظفين والمتقاعدين والتي تقدر بضعف الرواتب التي كانت تمنحها الحكومة العراقية قبل 2003م حيث بلغ عدد المستفدين 8 ملايين والتي تستنزف ميزانية الدولة. اما باقي الميزانية تذهب للجيش و باقي قطاعات الدولة والتي اتخذها الفاسدون أداة للسيطرة و التحكم في مصير ملايين الناس بهدف إسكاتهم .
ولذلك تجد أكثر المسؤولين الفاسدين يرددون إن خسائر العراق منذ اسقاط نظام الحكم في عام 2003م الى هذا لحظة بلغت مئات المليار من الدولارات دون توضيح الأرقام الحقيقية للشعب، وذلك بسبب تشعب الفساد واستشرائه في مفاصل الحكومات المتعاقبة على العراق، ولكن هنا بدورنا سوف نطرح لك الأرقام الحقيقية. هل تعلم عزيزي القارئ او أيها المواطن العراقي أن العراق يحتل المرتبة التاسعة عالميًا في مقدار الثروات الطبيعية على مستوى العالم و التي تقدر بحوالي 11%من النفط الاحتياطي العالمي و كذلك أيضا 9% من الفوسفات و غيرها من الكبريت والغاز الطبيعي التي يمتلكها العراق.
هنالك دراسات تقدر ثروات العراق في السنة الواحدة على حسب إنتاج النفط و الذي يبلغ تصدير العراق 4 ملايين برميل في السنة والتي في مقابلها تقدر ب 100 مليار دولار دخل العراق منها في سنة اما دخل العراق من جميع الثروات و الموارد تقدر في سنة واحدة 1,8 ترليون دولار في السنة وهي موازنة ضخمة والتي بموجبها فان الفرد العراقي هو أغنى فرد في العالم .
ولكن في المقابل يجب ان تقرأ الجانب السلبي من هذا الموازنات الضخمة ماذا تقدم الى المواطن العراقي. لا شيء فقد بلغت نسبة الفقر في العراق سنة 2020 حسب احصاءات وزارة التخطيط 24.8% اي أن 15 مليون عراقي او اكثر يعيشون تحت خط الفقر و العجيب أيضًا ان اكثر مناطق العراق فقرًا هي مناطق الجنوب حيث بلغت نسبة الفقر فيها 40% حسب احصاءات وزارة التخطيط و التي خرج منها اغلب السياسيين العراقيين الذين يدعون مظلوميتهم والذين يشكلون بدورهم نسبة 60% من الحكومات منذ 2003م والى الآن.

تعليقات
Loading...