هشام أحمد شمس الدين يكتب : عن معادلة النهضة المفقودة

الخرطوم :مرايا برس

السؤال الأكبر هو عن معادلة النهضة المفقودة؟ كيف يمكن للسودانيين أن يجيبوا عن سؤال “الوحدة” تجاوزا لخلافاتهم المَرَضية، وسؤال “النظام” إقلاعا من فخ الفوضى والاضطراب، وسؤال “أخلاقيات العمل” علاجا لضعف الانتاجية والانضباط، وسؤال “الهوية” – مع عيوبه – بناءً لشعورٍ بالذات يخلو من ارتباك؟

إن الإجابات الأولية تشير لثقافة مُثَبِّطة، وبيئة مُقعِدة، وإرث حضاري مرتبك يحاصر السودانيين، وكأننا أناسٌ مهاجرون نسينا موطننا الأول فمكثنا على هذه الأرض إلى حين، لا نبغي عمرانها ولا ننشد سلامها، ثم أننا على نيه العبور إلى أرض أخرى حُدثنا عنها في الأساطير.. عابرون نسوا من أين أتوا، وراحلون تاهوا عن وجهتهم!

فلابد لشعب في هذه الحال أن يعيد صياغة ذاته في كل شيء، لا منجاة له إلا بعملية إصلاح ثقافية وسياسية واسعة ومؤلمة، مِبضَعٌ دامٍ يمضي في كل تفصيل، يعيد بناء الذات والذهن ويرتب العلاقة مع الواقع المادي..

من مونديال قطر.. درسان، الدرس الأول أن الوقت لا يتأخر أبدًا عن صناعة التاريخ، فالفرصة متاحة لمن أراد..
والدرس الثاني أن حفنة من السودانيين أصحاب كفاءة عالية بلا مبالغة في التعبير (أعرفهم بشكل شخصي) هم الآن في قلب هذا الحدث تقنيا وإداريًا، يتحملون مسؤوليات ومهام دقيقة تعطى في الغالب لأشخاص من سكان النصف الشمالي الغربي من الكرة الأرضية، هؤلاء السودانيون يأكلون “الويكا” كما نأكلها جميعا، لكنهم استطاعوا أن يربوا أنفسهم على أخلاقيات عمل مختلفة ورؤية أخرى للعالم المادي والثقافي، فلتوا من لعنة هبطت علينا فلم تصبنا جميعا، وهذا أمل ينبغي أن يُعظَّم.

تعليقات
Loading...