واصله عباس تكتب : سياسون بالأقساط.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

رؤى..واصلة عباس 

يظل المضمار السياسي عصي على الكثير من النزول فيه واللعب علي جنباته التي لايتقنها إلا فالح وناصح ، ولأن السياسة كماهو معلوم بأنها لعبة قذرة تتطلب أن تخرج نظيفا بعد جولات وركلات وهذا مالم يتثني للكثيرين إلا من كان ماهرا وخابرا بالدروب وبواطن الأمور وخفاياها ،لهذا نجد اللاعبين الجدد الذين دخلوا في أتونها وأضابيرها يتساقطون عند أول الخطوط في المضمار ولن يستطعو إحراز أي أهداف او حتي ضربات جزاء ،لانهم جاءوا دون مران أو لياقة تعينهم علي اللعب سيما وأن الخصم ربما يجيد اللعب الخشن ،، مايحدث الأن في الملعب السياسي السوداني يتضح جليا أن اللاعبين غير ممارسين مسبقا لفنون اللعب الناعم أو الخشن ولكن مايحدث الأن ماهو إلا سياسة بالاقساط و *(المقطوعيات)* حيث لايعقل أن تقام دولة دون إستراتيجيات ودون رؤية مستقبلية واضحة في كل البرامج والخدمات ، وأن يُدار وطنا أسمه السودان *(تلاقيط ورزق اليوم باليوم )* وهذا ما أدى إلى ان تلعب الخمسمائة جنيه دور الخمسون جنيه بلا رهق ولاغضب ، الرائي للمشهد السوداني يشهد الهوة السحيقة التي يتدحرج اليها السودان من خلال سياسة لاتسمن ولاتغني من جوع ، دولة ترهن أمورها الي القوي الخارجية وتعيش على إتهامات حقبة سابقة مضت بكل مافيها ولكنها باقية في دفاتر وعقول الذين بيدهم سُدة الأمر ورسن القيادة وهم يلعنون السابقون في كل حجر عثرة يلاقيهم في طريقهم ،،وفي كل مجلس تظل اللعنات ووصفهم بالفشل وإللصاق كل ماتعسر في طريقهم بأنه من أفعال أسلافهم السابقون ،،،قطار الحياة مضي ووصل بنا للعام الثاني من عمر الحكومة الحالية التي ظلت كعروس تغير ثوبها كل حين حتي يراها المدعون أنها أجمل ولكنها لاتجيد الرقص على أنغام الواقع ..
ماذهب اليه *التوم هجو* القيادي بالجبهة الثورية في حديثه لمنبر حركة الأصلاح الأن وسخريته من عضوية بعض الأحزاب بأنها لن تملئ حافلة ، وفي المقابل كم تحتاج عضوية الجبهة الثورية إلى حافلات؟ وماهو حجم إمتدادها وهيكلها علي مستوي الوطن ؟ ، ورغم ذلك لم يكن قول هجو مردودا أو مستنكرا فقد عرفت تلك الفئة سابقا *(بأحزاب الفكة )* ورغم ذلك كانت تخضع لمعايير تسجيل الأحزاب ،الآن أصبحت الأحزاب كنبات الهيدرا يتكاثر بسرعة هائلة وينشطر الي أقسام وأقسام مخلفا أجيالا أخري منه في ذات الوقت الذي يستطيع فيه أن يقوي الأصل.الان أصبحت السياسة في متناول حتي الأطفال الذين يقلقون الطرقات دون أن يعرفوا كم عضوية المجلس السيادي؟ ،أو كيف يتم إنتخاب لجنة الحي؟ تعددت الأحزاب والحركات وكثرت المسميات والكل في نفسه مشغولا يبحث عن مكسب ومنصب والوطن آخر إهتمامتهم يذكرني ذلك بمنزل(الحبوبة والجد )حيث يتواعد الأحفاد والأبناء للقاء فيه ولكن في نهاية اللقاء تصبح الحبوبة والجد أكثر المتضررين من هذا اللقاء الذي لم يحظو فيه بأي إهتمام أورعاية وبعدها يعود الأبناء والأحفاد الي ديارهم وقد سجلوا في دفاترهم أنهم برو أبائهم وهم فرحين ،، وفي الجانب الآخر ينام الجد والحبوبة وفي قلبهم حسرة و ألم من كمية التجاهل واللامبالاة التي كانت في هذه الزيارة ..ذاك هو الوطن ..

رؤي أخيرة
وظللت أهتف أن أقبل تعال الى وطن شاخت معالمه وباتت ركاما ،،إنهض وأحمل معمولك لكي تزيل ذاك الرماد. 

تعليقات
Loading...