ياسر الفادني يكتب : بين زنقار وزنقولا !

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

أعلى المنصة… ياسر الفادني

الفنان المقيم الراحل فضل المولي زنقار واحد من المبدعين الذين لهم أصوات جميلة وأثروا ساحة الغناء السوداني تطريبا ولحنا ، فنان الراب السوداني زنقولا او ود المزاد والذي غناؤه يشبه لخمة الراس والبشتنة التي تعيشها البلاد في جميع النواحي حتي الفن والفنانين، يقول كلمات لا طعم لها ولا لون ولا رائحة فن زاكية ، كلام (خارم بارم) يدخله في صولات ولازمات موسيقية ليس فيها ألق الموسيقى وحلاوتها التي تذوقناها من أبو الأمين وزيدان وابن البادية ، زنقار،زنقولا برغم تشابه الأسماء بينهما إلا أن البون شاسع وكبير بين هذا وذاك. 
فضل المولى زنقار وهو من مواليد امدرمان ولعل امدرمان مدينة ظلت ملهمة الفن والغناء لعدد من الفنانين وملهمة المفردات الجزلة ذات الجرس الموسيقي المقفى منها والمنسوج على عواهنه في كل جمال وذوق وحلاوة وتشنيف أذان ، تعلم الغناء على يد الفنانة رابحة التوم في ستينيات هذا القرن وسجل عددا من الأغاني في إسطوانات في مصر ساعده فيها صديقه أحمد البازار، مارس زنقار التلحين ولحن عددا من الأغاني كما كان رياضيا ضليعا ولاعبا في فريق الهلال العاصمي وكان مسرحيا وكان فنانا ورساما وخطاطا، أهداه الشاعر اللبناني الكبير إلياس فرحات قصيدته عروس الروض التي وضع فيها بصمات لحنه وتغني بها الراحل المقيم الفنان عبد العزيز داؤود…، طور زنقار نغمة التم تم وانتقل بها من مرحلة السوقية إلي مرحلة اللحن الراقي وقد اتضح ذلك في تلحينه لاغنيات سوداني الجو وجداني بريدو وحبيبي غاب في موضع الجمال بلاقي، مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء الراقي الذي ظل خالدا إلي يومنا هذا….
زنقار وزنقولا هناك فروق بينهما في الزمن وفروق في الوضع الإجتماعي والسياسي وفروق في الأداء الصوتي وفروق في المفردات التي حدث لها عدة تحديثات ، زنقار تغني برائعة (من بف نفسك ياالقطار) ، وسوداني الجوه وجداني بريدو تلك الكلمات الرائعات الصادقات في حب وعشق الوطن ، زنقار تغنى بأغنية(هوي ياليلي) هذا على سبيل المثال لا الحصر ،اما ود المزاد زنقولا تغني ب: (انا ما في الارض عايش في المريخ) لحدي مايقول هو تاجر بطيخ ! ،زنقولا يترنم ويقول : (الحاجة قايلة إني كيوت آخر العنقود..فجأة لماكبرت لقيت راسي مامظبوط) ! وترنم قائلا (بدينا نعرف بعض من اول كيس مية )!، ولعل كيس المية هو(كيس التمباك) !…
نحن في زمن تبدلت فيه الأشياء وتحورت وتشوهت بشكل غريب وصار لا جمال فيها حتى الفن والغناء لم يسلم من ذلك فظهرت فيه النطيحة والمتردية وما أكل السبع فلك الله يا عسل الغناء السوداني الذي صار زقوما وشتان مابين المبدع زنقار و الشاب زنقولا.

تعليقات
Loading...