ياسر الفادني يكتب : ياالبرهان… ألحق بورتسودان.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

من أعلى المنصة… ياسر الفادني 

تلك المدينة الحالمة ، بورتسودان موضع الفنارات المضيئة ، مدينة مرافي السفن ومسرح النوارس المغردة ، لكنها الآن هي مدينة الهيلوكست المرضي الذي قضى على العشرات من أبنائها ، كوفيد١٩ لعنة الله عليه….. حول هذه المدينة من أفراح إلي اتراح ، فالنوارس صارت تردد ألحان الحزن العميق ، منذ شهر كامل أو يزيد ظلت هذه المدينة تصارع الكورونا الفتاكة…. من فصيلة( دلتا ) التي ليس لها أعراض ، اكتظت هناك المستشفيات بالمرضى ومراكز العزل وحتى المراكز الصحية ، السلطات هناك عجزت تماما عن معالجة هذا الطاعون ، نقص في الكوادر الصحية ،قلة وندرة في الأدوية ….
بورتسودان تحتضر……. عنوان عريض يجب أن يعكس ، والي الولاية بالرغم أنه من الولاة المميزين وهو جدير بالإحترام لأنه يعد من الولاة الذين نجحوا في إدارة دفة هذه الولاية بالرغم كثرة الأزمات التي مرت عليه وهو محترم حتى من المعارضين فله التحية والاحترام ، بذل قصار جهده لكبح جماح هذا المرض اللعين لكن يبدو أن الأمر قد فاق طاقتة وصار أكبر من إمكانيات الولاية ، كل من استنطقتهم هناك أفادوا بأن عدم اهتمام المواطن بالتوعية الصحية والالتزام بالضوابط الصحية التي تحول دون انتقال هذا المرض ضرب بها عرض الحائط هناك ….. مما أدى لإنتشار المرض ، الوضع الآن في المدينة كارثي، توقفت مغسلة الأموات وقفل المصلي والسبب هو إخفاء المواطنين المعلومة لمرضاهم الذين ماتوا بسبب المرض في منازلهم ويريدون أن يواروا الجثامين الثرى ، فغسلوا وغسيل المصاب بالكورونا ينقل العدوى.
مهما حدث من أخطاء هنا وهناك الآن هذه المدينة في خطر ومن هنا ندق ناقوس الخطر ونضيء اللمبة الحمراء لمن في الحكومة المركزية بضرورة التدخل العاجل والسريع لتلافي هذه الازمة الصحية التي إن تم تجاهلها فسوف تقضي على إنسان هذه الولاية ولابد من إجراءات صحية عاجلة وخاصة في مجال التوعية الصحية ولو بالقوة ولابد من عزل المدينة ، وفرض حظر التجوال داخل مدن الولاية ، في السعودية من لا يلبس كمامة تفرض عليه غرامة مالية يدفعها حالا والا فالسجن ، يجب علي الدولة إلا تجامل في مثل هذه الأشياء ويجب عليها فرض هيبتها ليس الأمنية فحسب بل الصحية أيضا ، فيا من في الحكومة الانتقالية ادركوا هذه المدينة المنكوبة….
على الحكومة إرسال الدعم اللوجستي لإنقاذ الموقف من كوادر صحية إضافية وامدادات طبية عاجلة لولاية البحر الاحمر….. بلا شك أن هذا المرض يكون قد انتقل من بورتسودان إلى مدن أخرى في الولاية ولا نستبعد حتى الخرطوم، إذن الازمة أصبحت أزمة حكومة مركزية وليس أزمة ولائية فحسب ، جدير بهذه الولاية أن تحظى باهتمام كبير حتى ولو ذهب عددا من المسؤلين إلي هناك كما فعلوا من قبل عندما ذهبوا إلى ( ترك) ومن معه لاركويت.. هذه الأزمة هي أخطر من ازمة( ترك) ، إذن اقول بأعلى صوتي : بورتسودان تحتضر وتستغيث أدركوها ، هذه رسالة أضعها في البريد السريع للسادة رئيس المجلس السيادي ونائبه ورئيس الوزراء……أتمنى أن تصل.

تعليقات
Loading...