إسحاق فضل الله يكتب: تغيير كامل ينتظره السودان قريباً.

الخرطوم :مرايا برس

و لا حديث الآن يُفهم إلا مقروءً مع مائة حديث …
و حدث التاسع والعشرين من رمضان … الذي يُقتل فيه إثنان و يُنسب إلى الشيوعي
و غضب الجيش حين يُسلِّم البرهان المتهمين ( العسكريين ) لمحكمة مدنية
و البرهان الذي تتجاذبه أقطاب مقتتلة … و يُبرِّر تسليم العسكريين بقوله أن التسليم لا يعني الإدانة … البرهان بالإجابة هذه يعيد للأذهان نماذج كثيرة مما يفعله المزنوق
و يعيد طرائف التخلص من الزنقة
و يعيد عندنا حكاية قديمة
ففي أيام الحرب مسؤولة فرنسية كبيرة تدخل غاضبة على قائد فرقة إنجليزية في منطقة خلوية لتحتج عنده بشدة على أن مجموعة من جنوده وقفوا ينظرون إليها لما كانت تستحم في البركة عارية
و القائد يقول لها في صرامة:
أؤكد لك يا سيدتي أنه و لا واحد منهم يعرف اللغة الفرنسية …
حُجة البرهان في تسليم العسكريين لمحكمة مدنية حُجة تشبه حجة القائد المحترم هذا
و البرهان الذي يقول للجيش إن تسليم العسكريين للمدنيين لا يعني الإدانة كان يعرف أنه يسجل نقطة في تاريخ ( اللولوة )
و اللولوة تصنعها الزنقة
و الزنقة الآن تصنعها جهات و تصل بها إلى مرحلة تغيير كامل ينتظره السودان
… قريباً …
فحالة البرهان رئيس مجلس السيادة حالة يمكن فهمها مقروءة مع حقيقة أن مدن العالم تخرج ضد إسرائيل عدا السودان و عدا السودان حالة يمكن فهمها مقروءة مع التطبيع و التطبيع و البرهان حالة يمكن فهمها مقروءة مع الإمارات التي صنعت التطبيع
و حالة البرهان و مجلس السيادة و التطبيع و الإذلال و الرد أشياء يمكن فهمها الآن مقروءة مع ياسر العطا في تركيا و الكباشي في روسيا و ثالث في مكان ثالث
و الهياج هذا يمكن فهمه مقروءً مع غضبة مجلس السيادة للإذلال الذي تمارسه دولة خليجة …
و من شعور كثيرين بأن الوضع أصبح فوق التحمُّل
و ( فوق التحمُّل ) … حالة تجد من الإمارات الزيادة !!!
و شعور عارم في السودان منذ فترة يجد أن حل الإختناق لا بد له من عمل معين
عمل هو … إيقاف معركة الخنق و الضرب التي أهلكت كل شيء
( و الشعور هذا يبلغ درجة قيام حزب حقيقي الآن يُنادي للتصالح و لو لمجرد أخذ نفس )
و من الآخريين ممن شعروا بأن الخراب هذا … خراب التفريق …. يجب أن يتوقف كان حميدتي و البرهان و … و …
و الناس كلهم يعلمون أن من يدير خراب التفريق و ضرب الإسلام والإسلاميين هو تلك الدولة …
و في الثاني و العشرين من رمضان حميدتي يطير إلى تلك الدولة الخليجية ليعرض حقيقة أن السودان يُدمَّر … و أنه لا بد من وحدة كل الجهات للنجاة
و الدولة ترفض بعنف …
و حميدتي الذي عند دخوله القاعة يجد طه عثمان و أسامة داؤود يجد كذلك وثيقة كاملة لتقسيم الفشقة … يطلبون منه التوقيع عليها
و حميدتي يرفض
و يتعلل بأن ذلك من إختصاص الرئيس ..البرهان
و حميدتي يبقى حتى السادس و العشرين في إنتظار رئيس الدولة
و حين يرفض التوقيع ليلة السادس و العشرين يجعلون البرهان يهبط هناك في السابع و العشرين
و البرهان يقرأ الوثيقة و يكتفي بأن يُردِّد
خير.. خير ..
و لا يُوقِّع
و الدولة تلك تُقرِّر التعامل ( بما يجعل كل أحد يفهم من هو السيد ومن هو العبد).
ثم كان مؤتمر باريس ثُقباً في الحائط لجلب الهواء لكن ما يحدث هو
المؤتمر كان يفترض أن تشهده أمريكا و أوروبا
لكن العالم ينظر و يجد المؤتمر يصبح منصة لتبادل الشتائم و نقل معركة قحت و المجلس إلى هناك.
والعالم يمتنع عن المشاركة
و المؤتمر الذي كان يُنتظر منه تثبيت أركان قحت يصبح هو الضربة الكبرى
فكلما يخرج به المؤتمر هو دعوة العالم للسودان لإقامة إنتخابات قبل نهاية العام
و العالم يعلم أن إنتخابات كلمة تعني إختفاء قحت و اليسار كله بضربة واحدة.
العالم الآن ما يهمه و يناسب خُططه هو التعامل مع حكومة ثابتة و قوية
و أن هذا يعني… إنتخابات و ليس قحت.
و العالم يعرف أن إنتخابات تأتي بالإسلاميين لكن أمريكا صحافتها / التي تتحول الآن و لأول مرة تنتقد إسرائيل الأسبوع الماضي / الصحافة هذه تنقل عن مراقبين إنتقال العالم من هوس الخوف من الإسلام إلى شيء آخر.
قالوا إن الإنتخابات في تونس و الجزائر و تركيا و غيرها جاءت بالإسلاميين و لم يكن هناك خراباً
…. و أمريكا تُسلِّم أفغانستان الآن لطالبان
و هكذا فالإسلام في السودان هو الثبات
الإمارات ترفض هذا وتعد شيئاً
و الشيوعي يرفض و يعد شيئاً
و البعث
و نحدِّث عن هذا
و قراءة كل شيء مع كل شيء هو الأسلوب الشعبي الآن.

تعليقات
Loading...