الشاعر أحمد جنيدو في قصيدة جديدة :لا تبكوا ريان

الخرطوم :مرايا برس

في ظلمةِ البئرِ ماتَ الطِّفلِ ريَّانُ.
وفي مخيَّمِنا المولودُ حسَّانُ.
في بحرِ هجرتِهمْ ماتَ الصَّغيرُ سدى
والموتُ يسخرُ والأمواتُ أوطانُ.
ماتَ الضَّميرُ على الأهوالِ يغبطُها،
يا جرعةَ العزِّ هاتي كأسَ منْ كانوا.
تتباكونَ على طفلٍ على حدثٍ
في كلِّ أرضٍ لنا جبٌّ وريَّانُ.
أمواتُ نحنُ وأنتمْ لا ضميرَ لكمْ
ويسحلُ الولدَ المظلومَ سجَّانُ.
باعوا بلاداً وباعونا بفرسخةٍ
باعوا مروءتَنا والبيعُ إنسانُ.
باعوا عقيدتَنا عندَ الرخيصِ غوى
قدِ اشتروا العهرَ والإعقالُ سكرانُ.
باعوا فلسطينَ باعوا الشَّامَ لاطمةً،
باعوا العراقَ ب صنعا طغى جانُ.
وفي رصيفٍ بضاعاتٌ لرؤيتنا
تجارةٌ في نفوقِ الذِّلِّ لبنانُ.
يبكونَ ريَّانَ يا ريَّانَ غصَّتِنا
في البردِ موتٌ قضى والبردُ جبَّانُ.
في السِّجنِ أطفالُنا تبكي رجولتَنا
في الجوعِ أطفالُنا في الجرحِ أثمانُ.
يا ربُّ نحنُ مزادٌ نافقٌ قذرٌ
يبيعُنا الأخُ في سوقٍ وكمْ خانوا.
من قبلِ توبتِنا قدْ باعَنا ملكٌ
قدْ ضاعَ في العهدِ غسَّانٌ وعدنانُ.
يا أمَّ ريَّانَ لا تبكي على ولدٍ
أولادُنا من ستُبكى جفَّ وجدانُ.
نروحُ فوقَ زلالِ الذَّبحِ مقصلةً،
تبكي علينا خرافاتٌ وأحزانُ.
نحنُ الفراغُ شعوبٌ لا مردَّ لها
نحنُ اكتئابٌ وآلامٌ ونسيانُ.
لا تحزنوا لضياعٍ كانَ شمسَ غدٍ،
إنَّ الرَّجاءَ مع الأوهامِ خصيانُ.
(إلى كل طفل عربي ريَّان). 

شعر: أحمد جنيدو

تعليقات
Loading...