د. معتصم بخيت يكتب :قرارات البرهان في شوط المدربين 

الخرطوم :مرايا برس

يبدو أن قرارات البرهان سترضي الجميع ،فالمسيرات المتكررة التي تنادي بإبتعاد المكون العسكري من الحكم ، ستعتبر القرارات نصراً لها ، و من ثم يتفرغ الشباب لأدوارهم الحقيقية، و كذلك الأحزاب بكافة تشكيلاتها.
فيما سيتنفس العسكريون الصعداء من العبء الثقيل الذي إحتملوه خلال السنوات الثلاث الماضية ، و موجات الإتهام المستمرة بنيتهم السيطرة على مقاليد الحكم و عدم التنازل عنها.
أما الأحزاب و التيارات الممانعة و المتمنِعة فستدخل الملعب مطمئنة بعد خروج المكون العسكري، و ستلعب بأريحية ، و دون ضغط ، و الحشاش يملأ (شبكتو)، فيما يبقى المكون العسكري خارج أسوار الملعب للقيام بواجب الحماية و الأمن ، ما لم تستنجد به الأحزاب في حالات (الخرخرة) السياسية، و سيقوم بهذه المهمة السهلة بكل أريحية .
قرارات الفريق البرهان ذكرتني قرار الرئيس الراحل نميري بأن تمارس الرياضة داخل المناطق السكنية فقط، و هي ما عرف ب”الرياضة الجماهيرية”و قد كان بسبب مخالفة في مباراة القمة ، بين الهلال والمريخ، يوم 24 أبريل 1976، تحولت لأحداث شغب بين لاعبي الفريقين.
قرارات ٤ يوليو أربكت حسابات قوى الحرية والتغيير و شركاء الحكم و الأحزاب بمختلف تصنيفاتها ، الناظر إلى تصريحاتهم يلاحظ ذلك ، مجموعة تشيد و تعتبرها نصراً و غلبة، و أخرى تشكك فيها و تعتبرها نوعاً من الخبث و الدهاء، و ثالثة سيطول بها الذهول و الحيرة.
لكن يظل التفسير السهل الممتنع لهذه القرارات ، و بعيداً عن نزعة التشكيك و حملها على فهم معين ، تظل بمثابة التنفيذ لشعار اللاءات الثلاث التي رفعها المتظاهرون خلال الحقبة التي أعقبت قرارات ٢٥ أكتوبر في خواتيم العام المنصرم.
أذكر من يرددون عبارة: ( انقلاب ٢٥ أكتوبر)بأن الانقلاب الفعلي كان أمس ٤ يوليو ،فعلى الناشطين مراعاة فروق التوقيت في الإنقلاب.
ظني أن هذه القرارات خطوة ذكية في إعتقادي من قائد الجيش للتخلص من (جنازة البحر) و (شربكة) السياسة ،وفقاً لمنظار و حسابات الواقع ، و ليست على سبيل التخلص من المسئولية بالطبع ، فضلاً عن كونها وضع للكرة في ملعب المدنيين لإبراز كفاءتهم في إدارة شئون البلاد و في توقيتها تماماً، و لن أكتب توقعاتي حتى لا يظن المتابعون أني متشائم ، نترك ذلك للملعب السياسي ، و الذي سيبوح بأسراره قريباً.
الميركاتو_السياسي

تعليقات
Loading...